أكدت وسائل إعلام تركية، أن الرئيس السوري بشار الأسد الذي زار مدينة سوتشي للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، كان على متن طائرة شحن روسية عبرت الأجواء التركية.

وذكرت صحيفة "أيدينلك" التركية المعارضة، أن أنقرة كانت قد حظرت على الطائرات التابعة لوزارة الدفاع الروسية، استخدام أجوائها للدخول إلى سورية، وللمرة الأولى، بعد أربع سنوات، عبرت طائرة شحن عسكرية روسية الأجواء التركية متوجهة إلى سورية.

Ad

بدورها، رجحت قناة "فوكس" التركية بقوة احتمال وجود الأسد على متن الطائرة الروسية.

من جهتها، نقلت وكالة انترفاكس الروسية عن مواقع غربية لرصد حركة الطيران، أن طائرة شحن عسكرية روسية من نوع "تو-154إم"، أقلعت من سوتشي وحلقت فوق البحر الأسود وشرق تركيا قبل أن تهبط في مطار دمشق الدولي. وكانت الطائرة ذاتها قد عبرت الأجواء التركية في طريقها من موسكو إلى قاعدة حميميم في اللاذقية السورية.

إردوغان

في سياق متصل، لم يستبعد الرئيس إردوغان اليوم، إمكانية إجراء اتصالات في المستقبل مع الأسد حول أكراد سورية، التي تعتبر أنقرة فصيلهم الرئيسي منظمة إرهابية.

وشدد إردوغان على أن بلاده لم تبادر حتى الآن بأي اتصالات مع الأسد بما في ذلك عبر وسطاء، لكنه اضاف: "أياً كانت الأمور التي ستحدث غداً، يبقى كل شيء مرتبطاً بالظروف، لذلك لا يجوز بتاتاً التحدث بشكل قطعي بما في ذلك عن الرفض، الأبواب في السياسة تبقى دائماً مفتوحة حتى آخر لحظة".

وكانت "الجريدة" نقلت عن مصادر دبلوماسية روسية، عشية قمة سوتشي، التي جمعت الأربعاء الماضي إردوغان إلى نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، أن بوتين سيعمل من أجل تقارب بين الأسد وإردوغان خلال القمة.

وصدر عن القمة بيان مشترك أكد فيه الزعماء الثلاثة دعمهم لإجراء مؤتمر وطني سوري في سوتشي، وهو ما رأى فيه مراقبون تبنياً تركياً وإيرانياً للتصور الروسي لحل الأزمة السورية.

بوتين يتفهم على عكس واشنطن

وأشار إردوغان اليوم، إلى أن الرئيس بوتين يدرك مدى حساسية موضوع الأكراد بالنسبة لتركيا. وقال، إنه علم بعدم رغبة الأسد بمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، الذراع السياسية لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي "وهذا ليس مستغرباً".

وانتقد الرئيس التركي مجدداً الولايات المتحدة لزيادة وجودها العسكري في سورية، وأشار إلى أن واشنطن تزوّد القوات الكردية هناك بالسلاح وتدعم الأكراد بالكوادر.

وقال:" ما هي خططهم (الولايات المتحدة)؟ ماذا يريدون أن يفعلوا؟ ، دعونا نستمع لهم ". ونوّه بأنه يود مناقشة هذه المسألة في المستقبل القريب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس دونالد ترامب.

وأضاف أردوغان، أنه تمت في قمة سوتشي مناقشة مسألة عقد مؤتمر الحوار الوطني في سورية. وقال: "نحن، الدول الثلاث ستقرر من الذي سيدعى إلى المؤتمر. تم تشكيل لجنة من قبل وزارات الخارجية في الدول الثلاث وستجري مقدماً المشاورات اللازمة ونتوقع أنه ستوجه الدعوة لكل المجموعات والفصائل في سورية". وشدد على عدم تغير موقف بلاده من "المنظمات الإرهابية الكردية".

وقال الرئيس التركي إن "المؤتمر سيخدم غرضين: وضع دستور جديد وإجراء انتخابات نزيهة وشفافة في سورية تحت إشراف الأمم المتحدة". وأضاف "إن المقترح حول الدستور الجديد قد تمت الموافقة عليه بالفعل".

واعتبر نائب رئيس الوزراء التركي رجب آكداق اليوم، أن إرساء الديمقراطية وتغيير الدستور والخوض بالانتخابات سيحل الأزمة السورية. وقال آكداق في تصريح صحافي بمدينة أرضروم شرقي تركيا، إن النتائج التي تمخضت عن قمة سوتشي تتوافق مع ما طرحته أنقرة منذ بداية الأزمة السورية.

«الوحدات»

في المقابل، أعلن متحدث باسم "وحدات حماية الشعب" الكردية، أنه "يجب على اللاعبين الخارجيين، مثل تركيا، أن يلعبوا دوراً بناء في التسوية السورية، بدلاً من غزو أراضي الوطن".

وقال متحدث باسم "الوحدات"، إن القوات الكردية معنية ويهمها المشاركة، لكنها لم تتلق أي دعوة حتى الآن.

ديمستورا والمعارضة

من ناحيته قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان ديمستورا، خلال اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في موسكو اليوم، إنّ دستوراً سورياً جديداً سيكون على رأس المواضيع المطروحة في محادثات (جنيف 8) الثلاثاء المقبل.

من جهته، قال لافروف، وفق ما نقلت عنه وكالة الإعلام الروسية، وأوردته "رويترز"، إن روسيا تعمل مع السعودية لتوحيد المعارضة السورية.

واستكملت المعارضة السورية، اجتماعها الموسع "الرياض 2"، في العاصمة السعودية، لاختيار منسق عام لـ"الهيئة العليا للمفاوضات" وبقية المسؤولين، وذلك بعد تشكيلها وفداً موحداً من خمسين عضواً، لحضور مفاوضات جنيف في 28 نوفمبر وسط خلافات شديدة وتباين في الرأي.