من المتوقع أن يكون قصر بعبدا الرئاسي مقر مشاورات واتصالات مكثفة سيجريها رئيس الجمهورية مع مختلف الأطراف اللبنانيين، وعلى رأسهم الامين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله، من دون تحديد أي فترة زمنية.

وقالت مصادر متابعة إن «المرحلة المقبلة داخليا لن تكون كسابقتها، بل سيكون سمتها الحوار والتشاور الفعلي، بحيث ان الرئاسة الاولى ستركز على النقاط التي أثارها الحريري في كتاب العودة عن الاستقالة، لا سيما الموقف من اتفاق الطائف وموضوع النأي بالنفس وعدم الاساءة للدول العربية الصديقة».

Ad

وأضافت المصادر أن ثمة اتصالات داخلية دارت في الساعات الماضية بين أهل بيت فريق 8 آذار السياسي، أبدى خلالها حزب الله ليونة تجاه مطلب التزام الحياد الذي يتمسّك به الحريري، وقد تم نقل هذا الموقف الى الرئيس الحريري على ان يتمّ ايجاد الأحزمة الضرورية لتثبيت هذا المكسب نهائيا، وتعزيزه بالضمانات المطلوبة.

الحريري

إلى ذلك، أكد الحريري، في كلمة ألقاها بافتتاح اعمال المؤتمر المصرفي العربي السنوي لعام 2017 في فندق فنيسيا، أن «همنا الاساسي هو الاستقرار، وهذا ما سنعمل عليه، وعلينا التكاتف جميعا لمصلحة لبنان، ويجب ان نصل الى سياسة النأي بالنفس بالفعل، وليس بالقول فقط».

وأشار الى أن «المرحلة التي مرت تشكل صحوة لنا جميعاً لننظر إلى مصلحة لبنان أولا قبل أن ننظر إلى المشاكل حولنا، فالمشاكل التي تحيط بنا مهمة، ولكن لبنان أهم. وعلاقاتنا مع أشقائنا العرب يجب أن تكون الأساس».

في السياق، عقدت كتلة «المستقبل» النيابية والمكتب السياسي والمكتب التنفيذي لـ«تيار المستقبل»، اجتماعا مشتركا برئاسة الحريري في «بيت الوسط»، خصص للاطلاع من الحريري على التطورات السياسية، محليا واقليميا، وتقييمه لمستجدات المرحلة وكيفية مقاربتها والتعامل معها.

وعبّر المجتمعون في بيان، امس، عن ارتياحهم «التام الى عودة الرئيس الحريري الى موقعه الطبيعي في قيادة المسيرة السياسية والوطنية».

وتوقف المجتمعون عند «تجاوب الرئيس الحريري مع تمني رئيس الجمهورية التريث في تقديم الاستقالة»، واعتبروها «خطوة حكيمة لأجل المزيد من التشاور، حول الأسباب والخلفيات، وإعادة الاعتبار الى مفهوم إعادة النأي بالنفس عن الحروب والصراعات المحيطة، والامتناع عن كل ما يسيء الى علاقات لبنان بأشقائه العرب، ورفض تدخل اي جهة لبنانية او إقليمية في الشؤون الداخلية للبلدان العربية».

باسيل

في موازاة ذلك، وجّه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رسالة الى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أكد فيها «تمسك لبنان الكامل بروح ونص ميثاق جامعة الدول العربية، وخصوصا مادته الثامنة التي تنص على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية»، مشيراً إلى «رفض لبنان تهديد أمن وسيادة الدول العربية الشقيقة كافة، واستعداده للتعاون القضائي مع أي تحقيقات تجريها الأجهزة المختصة بشأن التهديدات أو الأعمال الإرهابية التي تمسها من أي جهة أتت».

وشدد الوزير باسيل على أن «سياسة لبنان قائمة على إبعاده عن نيران الأزمات المحيطة به، مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على صون مصلحته العليا واحترام القانون الدولي والاحترام المتبادل للسيادة في علاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة».

وهاب

وعلق رئيس تيار «التوحيد» الوزير السابق وئام وهاب على بيان «المستقبل»، معتبراً أنه «أرضية جيدة للحوار». وقال إن «بيان المستقبل يشكل أرضية جيدة لحوار منتج، والأهم أن نضع مصلحة لبنان في أولوياتنا، فهذا البلد الصغير بتنوعه قادر على حمايتنا وحماية حرياتنا، خاصة أن لدينا رئيس جمهورية استثنائيا».

«الوفاء للمقاومة»

كما عبّرت كتلة «الوفاء للمقاومة» عن «ارتياحها الكبير لمآل التطورات السياسية في لبنان، والتي كانت نتاج تمسك اللبنانيين بوحدتهم وسيادتهم واستقلالهم وكرامتهم الوطنية ورفضهم لأي املاءات خارجية».

وشدّدت الكتلة، بعد اجتماعها الدوري، ظهر أمس، في مقرها في حارة حريك، على أنّ «عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى البلاد والتصريحات الإيجابية التي صدرت عنه، والمسار الإيجابي الذي تسلكه المساعي والمشاورات تبشر بإمكانية عودة الأمور إلى طبيعتها».

وغرد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، امس، محذراً من «العودة إلى التسوية السابقة التي كرَّست الوصاية الإيرانية على لبنان، فالحكومة المتريثة مختلَّة التوازن لمصلحة حزب الله، والمطلوب تسوية حقيقية بشروط الدولة».