تولى آل بوسعيد الحكم في سلطنة عمان عام 1744م، وكان أول سلاطينهم الإمام أبوهلال أحمد بن سعيد البوسعيدي، الذي كان قبل توليه الحكم والياً على صحار.

وتولت أسرة آل بوسعيد الحكم في عمان وتوابعها، بعد سقوط حكم اليعاربة، وبطلب ومبايعة من أهل الحل والعقد في عمان، بسبب شجاعة أحمد بن سعيد، وحُسن أخلاقه، ودوره الكبير في التصدي للغزاة الفرس.

Ad

وبعد توليه الحكم، استطاع الإمام أحمد أن يعيد توحيد البلاد، وأن يفرض الاستقرار والسلام في السلطنة وتوابعها. وفي عام 1775، أرسل الإمام أحمد 100 سفينة إلى البصرة، دعماً للعثمانيين، لفك الحصار الفارسي، ونجح في ذلك، وكافأته الدولة العثمانية على دوره الكبير. وكانت عاصمة عمان في ذلك الوقت مدينة الرستاق، التي توفي فيها الإمام أحمد عام 1783، ومن بعده تولى ابنه الإمام سعيد بن أحمد (1783-1786)، ثم ابنه حمد بن سعيد (1786-1792)، فسلطان بن أحمد (1792-1804)، ثم سالم بن سلطان (1804-1806)، فسعيد بن سلطان (1806-1856)، ثم ثويني بن سعيد بن سلطان (1856-1866).

وتعاقب على حكم عمان بعد ذلك سالم بن ثويني، وعزان بن قيس بن عزان، وتركي بن سعيد بن سلطان، وفيصل بن تركي، وتيمور بن فيصل، وسعيد بن تيمور، والحاكم الحالي السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، منذ عام 1970.

اليوم ننشر لكم وثيقة جميلة، وهي من محفوظات المكتبة البريطانية في لندن، ويعود تاريخها إلى عام 1838. تبدأ الوثيقة، وهي رسالة من المعتمد البريطاني في أبوشهر إلى السلطان ثويني بن سعيد بن سلطان، بالإشارة إلى حادثة قرصنة تم من خلالها الاستيلاء على سفينة بريطانية، ومصادرة محتوياتها من أهالي ولايتي صحار وصحم.

تقول الوثيقة: "بالأمس بلغنا خبر نهائي في البحر من ناس تحت حكم جنابكم. في بنادر صحار وصحم من برور الباطنة فعاد من حيث ما إن جنابكم مطلع بأن كذا أفعال كيف تكون ملحوظة من الدولة الإنكليزية بالنسبة فيما ينتج منها في المتاجرات في الأمنية العامة في البحر فلا لازم في... عن التمني من جنابكم بالإسعاف وظهور التسلط من قبلكم لتحصيل قبولية المطالبة التي التزمنا نأخذها من حكام المزبورة...".

ويتضح من سياق الكلام أن سفينة بريطانية تم الاستيلاء عليها وعلى محتوياتها وقتل بعض بحارتها، وأن بريطانيا تريد استعادة السفينة ومحتوياتها كاملة وتعويضاً مالياً عن كل نفس مقتولة.

وتبيِّن الوثيقة المطالب البريطانية، قائلة: "وهي الاسترداد التام للخشبة (السفينة) مع الأموال التي نهبوها هذه الأيام أهل صحار وبمساعدة بعض من... ومبلغ ستماية ريال فرانسة لكل نفس قتلت في البحر الواسع...".

كما أشارت الوثيقة إلى حادثة أخرى قام بها رجال من قبيلة الشحّي من سكان ولاية صحم، "وأما المقدمة الأخرى التي كان الفاعلون فيها جماعة الشحيين سكنة صحم لكنها ليست تلك جبرية بل استرداد المأخوذ فقط".

وفي نهاية الوثيقة طلبت السلطات البريطانية مساعدة السلطان ثويني بن سعيد بن سلطان، للوصول إلى نتيجة عادلة لهذه المشكلة، والعمل على ألا تتكرر هذه الحوادث في الخليج مرة أخرى.