في خطوة بدا أنها رد مباشر على إعلان واشنطن أنها باقية عسكرياً في سورية لضمان التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قمة روسية - تركية - إيرانية حول الحرب الأهلية السورية تجمعه مع نظيريه التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني في 22 نوفمبر الجاري بمنتجع سوتشي على البحر الأسود.

وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية التي أعلنت النبأ، إن الرؤساء الثلاثة سيتباحثون خلال القمة في «التطورات الأخيرة في سورية وفي المنطقة».

Ad

وترعى روسيا وتركيا وإيران اتفاق «أستانة» الذي يهدف إلى الحد من حدة المعارك من أجل التمهيد لاتفاق سياسي يضع حداً للنزاع المستمر منذ مارس 2011 وأوقع أكثر من 330 ألف قتيل وملايين النازحين، من خلال «مناطق لخفض التوتر».

وقالت تركيا، إنها نشرت قوات في محافظة إدلب (شمال غرب) في إطار هذا الاتفاق.

وتأتي القمة بعد لقاء إردوغان مع بوتين في روسيا الاثنين الماضي في حين أجرى الرئيسان زيارتين منفصلتين إلى طهران في وقت سابق.

في سياق متصل، قال الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم، إن موسكو تتوقع من الولايات المتحدة «الالتزام الصارم بمحاربة الإرهاب» التي تم التأكيد عليها في البيان المشترك الصادر أخيراً عن الرئيسين بوتين ودونالد ترامب بعد لقائهما على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في فيتنام قبل أيام.

يأتي هذا بعد يومين من اتهام وزارة الدفاع الروسية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة برفض توجيه ضربات لمقاتلي «داعش» عند خروجهم من مدينة البوكمال شرق سورية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده لا تتهم واشنطن بالتآمر مع «داعش» بل بعرقلة الحرب على الإرهاب.

وكانت القوات الحكومية السورية وقوات أخرى موالية لها سيطرت على مدينة البوكمال الأسبوع الماضي بعد انسحاب عناصر تنظيم داعش إلى ضفة نهر الفرات الشرقية، لكن مسلحي التنظيم تمكنوا من إعادة السيطرة على المدينة.

واليوم دخل الجيش السوري بمؤازرة من سلاح الطيران الروسي مرة أخرى الى المدينة بعد أن شن هجوماً من المحاور الغربية والجنوبية والشرقية للمدينة. وقادت قوات النظام هجوم اليوم، بعد كان بقيادة فصائل عراقية شيعية ومقاتلون من حزب الله اللبناني وعناصر من الحرس الثوري الإيراني في المرة الأولى.

وتقع البوكمال في ريف دير الزور وتشكل آخر معقل مهم في سورية لتنظيم «داعش» الذي يسيطر على 25 في المئة من مساحة المحافظة الغنية بآبار النفط، بحسب المرصد.

وفي هذه المحافظة الواقعة على الجانب السوري من الحدود مع العراق، يُشن هجومان منفصلان لطرد التنظيم من المناطق التي يسيطر عليها. فمن جهة تشن القوات النظامية، ومن الأخرى «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) التي تتكون من فصائل عربية وكردية وتدعمها الولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في كلمة اليوم، إن التطورات الأخيرة في الرقة السورية تظهر أن وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة مهتمة بالسيطرة على أراض أكثر من اهتمامها بقتال تنظيم «داعش».

إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقيمون، إن الجيش السوري كثف قصفه وضرباته الجوية على منطقة الغوطة الشرقية وهي جَيب محاصر تسيطر عليه المعارضة في دمشق بدعم من طائرات روسية مقاتلة أمس ، وذلك بعد يوم من اقتحام مقاتلين من فصيل «أحرار الشام» المعارض قاعدة عسكرية استعصت على هجمات المعارضة منذ بداية الصراع.

وكثيراً ما كانت إدارة المركبات العسكرية في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة من بلدة حرستا تستخدم لشن ضربات على الغوطة الشرقية التي يعيش فيها أكثر من 300 ألف شخص تحت الحصار.

وفشل مقاتلو المعارضة خلال هجمات متكررة في السيطرة على المجمع المترامي الأطراف الذي تطلق منه صواريخ أرض-أرض على الغوطة الشرقية. وتقع مدينة دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية على بعد ثلاثة كيلومترات. وقال أبو قتيبة القائد العسكري بـ «أحرار الشام»، إن القتال مستمر والقصف والضربات الجوية مكثفة قرب القاعدة ومعظم بلدات الغوطة.

وهذا أول هجوم تشنه المعارضة منذ مارس الماضي عندما نفذ الجيش السوري الحر هجوماً ضد مناطق تسيطر عليها الحكومة في شمال شرق دمشق. وأجبر مقاتلو المعارضة على التقهقر بعد أن حققوا مكاسب في بادئ الأمر.

الأسد

في سياق، آخر اعتبر الرئيس السوري ​بشار الأسد​ أن «تدخل الدول العربية و​جامعة الدول العربية​ في شؤون بعض الدول التي تشهد أزمات، ساهم في تدميرها»، مشيراً إلى أنه «إذا كانت العروبة تقوم على التآمر، فنحن لا نريدها، هؤلاء هم العرب، نحن لا نريد أن نكون عرباً، نحن نكون أي شيء».

«قسد»: تركيا تبتز سلو

أعربت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) الكردية عن اعتقادها بأن اختفاء الناطق الرسمي السابق باسم الفصيل، العميد طلال سلو، هو نتيجة عملية خاصة بالاستخبارات التركية، وبالتعاون والتواطؤ مع بعض أفراد أسرته.

وقالت مصادر معارضة موالية لتركيا إن سلو، وهو تركماني، انشق عن «قسد» ولجأ اليها.