على هامش معرض الكويت للكتاب الـ 42، افتتح الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي، أعمال الاجتماع الثاني (الدورة الثامنة) لمديري معارض الكتب العربية، تحت عنوان "الواقع... والمأمول"، بحضور رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد ومديري معارض الكتب العربية.

في مستهل الاجتماع، أكد العسعوسي في كلمته الافتتاحية على دور الكويت الثقافي، وحرص الأمانة العامة للمجلس الوطني على استضافة مثل هذه التظاهرات الثقافية، والاجتماعات التي تناقش قضايا صناعة الكتاب وهموم الناشرين، لفتح آفاق لتطوير صناعة الكتاب في العالم العربي.

Ad

مستوى عال

بدوره، وجه رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد الشكر والتقدير لسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء على رعاية الاجتماع الثاني، ثم قال: "نحن نجتمع كمديري معارض الكتب العربية، واتحاد الناشرين العرب تنفيذا لقرارات وتوصيات اجتماع الإسكندرية الذي عقد يومي 5 و6 سبتمبر 2016، بأن يكون الاجتماع سنويا، ويعقد كل عام في بلد عربي. وكان هدف الجميع هو إنجاح اجتماع الإسكندرية، من أجل تحسين مشاركة الناشرين العرب في المعارض العربية، عبر حل المشكلات التي تقابلهم، وأيضا رغبة الاتحاد في حل المشكلات التي تُصدر من الناشرين العرب تجاه مديري معارض الكتب، كل ذلك من أجل إقامة معارض عربية بمستوى عال من الاحترافية المهنية للوصول إلى الهدف المنشود، وهو نشر العلم والثقافة بين أبناء الوطن العربي. ورغم أن القرارات والتوصيات صدرت عن اجتماع الإسكندرية، وصاغها ممثلون عن مديري المعارض، وممثلون من اتحاد الناشرين العرب، فإنها لم تنفذ في معظم المعارض العربية".

الوضع الراهن

ثم كشف رشاد حقيقة الوضع الحالي للمعارض في معظم البلدان العربية في عدة نقاط، هي: "هناك تراجع كبير في مبيعات الناشرين، ويزداد سنويا في كل معرض، منذ ست سنوات، بعد ما يسمى (الربيع العربي) الذي أضر بالأنشطة الاقتصادية لغالبية الدول العربية، وكان أكثرها ضررا ما تعرضت له صناعة النشر العربي، إذ فقدت أسواقًا كبيرة للناشرين مثل (ليبيا– العراق– سورية– اليمن). هناك انخفاض حاد في ميزانيات الدول، وتحديدا المخصصة لشراء الكتب نتيجة تراجع أسعار النفط، وزيادة العجز المالي وارتفاع تكاليف المعيشة، الأمر الذي أدى بالمواطن العربي إلى تقليل إنفاقه على أساسيات حياته المعيشية، وابتعد عن الكماليات وأولها الكتاب-

تبارت معظم المعارض فيما بينها في زيادة قيمة رسوم إيجارات الأجنحة، مع فرض أعباء مالية إضافية على الناشر العربي من رسوم التأشيرات والتوكيلات ومصروفات التخليص والنقل- ارتفاع تكاليف السفر والإقامة بالفنادق ومصروفات شحن الكتب من بلد الناشر- هناك تراجع وإحجام من بعض دور النشـر المشاركة بصورة مباشرة بالمعارض، لأن مشاركتها تحملها خسائر كبيرة، وربما تشارك عبر التوكيلات، وهذا يضعف المعارض أيضا- رغم أن المعارض العربية أصبحت من أهم منافذ توزيع الناشر العربي، وربما يكون بالنسبة للبعض المنفذ الوحيد، فإن الملاحظ تراجع عدد العناوين الجديدة التي يصدرها الناشرون العرب نتيجة للأوضاع الاقتصادية والخسائر التي يتحملها في السنوات الأخيرة- هناك تسابق بين معظم المعارض العربية في زيادة عدد المشاركين دون النظر للعدد المتوقع من الزائرين، وهذا السباق من أجل ملء المساحات بالمشاركين، مما ينجم عنه تواجد المزورين وتجار الكتب غير المسجلين بالاتحادات المحلية أو اتحاد الناشرين العرب، والذين لا يعنيهم الالتزام بقواعد وآداب مهنة النشر، مع انتهاكهم حقوق الملكية الفكرية- يلاحظ في معظم المعارض العربية السماح بمشاركة أصحاب الألعاب السحرية والترفيهية، مما يؤدي إلى انصراف الزائرين عن أجنحة الكتب- طغيان وضخامة حجم الإنفاق على الفعاليات الثقافية والفنية، على النشاط الرئيسي للمعرض وهو الكتاب، وربما تقليلها يخفف العبء المالي عن الناشر- لم يستطع معظم مديري المعارض مساندة الناشر العربي تجاه تغول الرقابة في كل بلد عربي، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل مبيعاته- لم يستجب معظم مديري المعارض العربية في إنهاء تضارب المعارض وتداخل مواعيدها كبداية ونهاية، مما يسبب عبئا ماليا وبدنيا على الناشر العربي- هناك تفرقة في التعامل مع الناشر العربي، مقارنة بالتعامل مع الناشر الأجنبي في بعض المعارض العربية".

أبرز المشكلات

بعدها انتقل رشاد إلى أبرز المشكلات التي يواجهها مديرو معارض الكتب العربية، وهي: "عدم التزام بعض الناشرين بشروط المعارض وأنظمتها- قيام بعض الناشرين باختراق قوانين البلد المضيف وأنظمته وسيادته، وذلك بعدم احترام القيم والعادات والتقاليد- بعض الناشرين يعرض كتبا تنشـر الأفكار الهدامة أو تسطيح المستوى الثقافي- بعض الناشرين يعرض كتبا تسـيء إلى الحكام ونظام الحكم في البلد المضيف- تحايل بعض الناشرين بالمشاركة بعدة تراخيص، سواء من بلدهم أو بلدان أخرى للحصول على أكثر من مكان في المعرض، وتعرض نفس الكتب في أماكن متفرقة- بعض الناشرين ربما يؤجرون من الباطن بعض الأجنحة للغير- تدخل بعض ممثلي الاتحادات المحلية للتوصية بمشاركة دور نشر ليس لديها ما يدعو لقبول مشاركتها- تلاعب بعض الناشرين ومغالاتهم في أسعار الكتب- تزايد مشاركة المزورين وتجار الكتب في المعارض لتقصير الاتحادات المحلية وتقاعسها عن تزويد إدارات المعارض بأسماء هؤلاء المخالفين، والذين لا يستحقون المشاركة بالمعارض- عدم التنسيق بين الاتحادات المحلية وشركات الشحن في الالتزام بمواعيد شحن الكتب، مما يتسبب في تأخر وصول شحنات الناشرين للمعارض".

وحذر رشاد من إذا استمر وضع المعارض العربية على ما هو عليه الآن – أو أسواق الكتب - التي أثرت بقوة كبيرة في تراجع صناعة النشر العربي، لأنها جعلت القارئ العربي لا يقتني الكتاب إلا من المعارض التي تقام كل عام- فلن يتحقق الهدف الأساسي من المعارض في نشر الثقافة والعلم بين أبناء الوطن العربي، ولن يؤسس لمجتمع عربي قارئ يوظف ثقافته لخدمة بلده.

خط سير واضح

وألقى رئيس الاجتماع الاول في مكتبة الاسكندرية د. هيثم الحاج كلمة ارتجالية شدد فيها على ان الناشرين العرب في مركب واحدة، والهدف المشترك هو أن تتم رحلتها بلا أي عواصف، وأن يكون لها خط سير واضح، وأن يعمل الجميع على فتح آفاق وسوق واعدة للنشر العربي، وعزا عدم تطبيق كل توصيات الاجتماع الأول في مكتبة الاسكندرية إلى عدم واقعية صياغة هذه التوصيات والقرارات.

وقد ألقى مدير معرض الكويت للكتاب سعد العنزي كلمته قائلا: "نجتمع اليوم في ظروف بالغة الدقة والصعوبة، تتطلب منا أن نكون على مستوى التحديات الإقليمية والعالمية، وأن نواجه الإرهاب والتطرف بالثقافة والمعرفة والانفتاح والتنوير، والعمل على تفعيل دور الثقافة والمعرفة، رغم كل التحديات، ليظل الكتاب سلاحا قويا في مواجهة آلة الحرب والتطرف والإرهاب بكل صوره".

الجلستان الأولى والثانية

عقب الكلمات الرسمية بدأت الجلسة الأولى وترأسها أمين عام اتحاد الناشرين العرب بشار شبارو، الذي عرض مقررات وتوصيات مؤتمر الاسكندرية، ثم تحدث في الجلسة كل من د. محمد المعالج رئيس لجنة المعارض العربية والدولية، وناصر عاصي رئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة باتحاد الناشرين العرب.

وفي الجلسة الثانية تحدث رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد حول اقتراحات وملاحظات مديري معارض الكتب العربية، ودار نقاش بين المنصة ومديري المعارض حول أهم التحديات التي تواجه النشر العربي، والملاحظات الفنية حول تنظيم معارض الكتب العربية.

ويختتم الاجتماع جلساته مساء اليوم بجلسة يترأسها مدير معرض الكويت للكتاب سعد العنزي لاعتماد القرارات والتوصيات وإعداد البيان الختامي.