معروف أنّ الحبوب الكاملة مليئة بالمغذّيات والألياف، وتعتبر جزءاً مهمّاً من النظام الغذائيّ الصحّيّ. أما الحبوب المبرعمة فتتميّز بأنّها بذور الحبوب الكاملة التي بدأت للتو بالنموّ ولم تصبح نبتة بعد. وداخل القشرة الخارجيّة البذرة (النخالة)، يعتمد جنين النبتة (البزرة) على سويداء البذرة (الإمدادات الغذائيّة النشويّة) فيغذّي نموّه. تقول د. كريستينا سيسينارو: «تحطّم عمليّة النموّ هذه بعض النشويّات، ما يزيد نسبة المغذّيات. كذلك تحطّم الفيتات، أحد أشكال حمض الفيتيك الذي يقلّل امتصاص الفيتامينات والمعادن في الجسم. لذا، تحتوي الحبوب المبرعمة على مغذّيات أكثر مقارنة بالحبوب الناضجة، تشمل الفولات والحديد والفيتامين C والزنك والمغنيسيوم والبروتين}.

إليك فائدة أخرى: لما كانت عمليّة النموّ تحطّم بعض السويداء النشوي، فتحتوي الحبوب المبرعمة على نشويّاتٍ أقلّ، لذا يسهل هضمها مقارنةً بالحبوب العاديّة. وتؤكّد د. سيسينارو: {يساعد هذا الأمر من يعاني صعوبة في هضم الحبوب}.

Ad

مخاطر

ينقع المزارعون عادة بذور الحبوب الكاملة ثمّ يغذّونها في بيئات معيّنة نسبة الدفء فيها وكمّيّة الرطوبة تحت السيطرة، ذلك من أجل الحصول على الحبوب المبرعمة التي تمرّ بمرحلة النموّ في الوقت المناسب.

يمكنك القيام بهذه الخطوات في المنزل (في مرطبان) أو في مصانع النباتات (بمعدّاتٍ خاصّةٍ). ولكن في أيّ مكانٍ تمّت فيه هذه العمليّة، تعزّز البيئة الرطبة نموَّ البكتيريا. لذا، تنصح د. سيسينارو بعدم تناول الحبوب المبرعمة نيئةً. بدلاً من هذا، اهرسها لتصبح كالعجينة فتستخدمها في المخبوزات، أو اطهها قبل إضافتها إلى وجبتك، فالخَبز والطهو كفيلان بقتل أيّة بكتيريا. كذلك تحتاج إلى تبريد الحبوب المبرعمة المطبوخة وتلك المستخدمة في المخبوزات.

ويهرس بعض صانعي الموادّ الغذائيّة الحبوب المبرعمة لاستخدامها في المنتجات أو يجفّفونها حين تنبت ثمّ يطحنونها ويضيفونها إلى منتجاتهم.

شراؤها واستخدامها

تتوافر الحبوب المبرعمة في محلّات البقالة. ويمكنك طهوها في قليلٍ من الماء وإضافة النكهات إليها باستخدام التوابل فتتناولها كطبقٍ جانبيٍّ أو مع السلطة.

وفي حال رغبت في تذوّق منتجات مصنوعة من الحبوب المبرعمة، تستطيع إيجادها في الطحين والخبز والأرغفة والفطائر والتورتيلّا والمقرمشات وحتّى عجينة البيتزا. وتشرح الدكتورة سيسينارو: {تجد هذه المنتجات في الأقسام المبرّدة أو المفرّزة في المحلّات. أما التي تحفظ منها على الرفوف، فإنها تحتوي على الأرجح على موادّ حافظة، باستثناء الكينوا وطحين الأرزّ}.

وتنصح الدكتورة بقراءة لائحة المكوّنات لو مهما كان المنتج الذي تختاره، وتشرح السبب: {لا يحتوي المنتج أحياناً سوى على كمّيّة قليلة من الحبوب المبرعمة، لذا لا تستند على الوعود التسويقيّة التي تراها على الغلاف. كذلك يجب أن تكون الحبوب المبرعمة أوّل مكوّنٍ على القائمة}.

بالإضافة إلى هذا، تشير إلى أن المنتجات التي تحتوي على الحبوب المبرعمة أغلى ثمناً من تلك التي تحتوي على الحبوب الكاملة العاديّة.

فوائد صحية

يحتوي كل من الحبوب الكاملة المبرعمة والحبوب الكاملة العاديّة على المغذّيات ذاتها ولكن بكمّيّات متفاوتة. واحتواء منتج ما على الحبوب الكاملة المبرعمة لا يعني بالضرورة أنه يتضمّن مغذّيات أكثر من المنتج الذي يحتوي على الحبوب الكاملة. لذا تبقى قراءة ملصق {المعلومات الغذائيّة} ضروريّةً لمقارنة المحتوى الغذائي.

فهل عليك بذل جهد لتناول الحبوب الكاملة المبرعمة؟ تجيب الدكتورة سيسيرانو: {أظنّ فعلاً أنّ تناول الحبوب المبرعمة يحمل فوائد لكنّه ليس علاجاً عامّاً. أستبدل ببعض الحبوب الكاملة حبوباً مبرعمة مرّةً يومياً على الأقلّ. عموماً، تناول من ثلاث إلى ست حصص من الحبوب الكاملة يومياً}. والحصّة قد تكون شريحة خبز أو نصف كوبٍ من الباستا، كلاهما مصنوع من الحبوب الكاملة.

تذكّر أنّ الحبوب الكاملة صحية أكثر من الحبوب المكرّرة (كالقمح في الخبز الأبيض) التي طُحنت لإزالة النخالة والجراثيم منها، وهما الجزءان الأكثر فائدة من بذرة الحبوب الكاملة.