أنشأ الممثل والمخرج اللبناني قاسم إسطنبولي «مسرح إسطنبولي» في مدينة صور جنوب لبنان، وأعاد افتتاح سينما «الحمرا» بعد 30 عاماً من الغياب. كذلك أسس «مهرجان صور المسرحي الدولي والسينمائي والموسيقي» لدورات متتالية بمشاركة فنانين لبنانيين وعرب وأجانب، وأعاد افتتاح سينما «ستارز» في مدينة النبطية جنوب لبنان بعد 27 عاماً من الإقفال، حيث أطلق مهرجان لبنان المسرحي والسينمائي الدولي. كذلك كان لصور الجنوبية نصيب من اجتهاد المخرج إذ أعاد الضوء إلى سينما «ريفولي» أيضاً بعد بقائها في العتمة 29 عاماً. وكانت هذه الدار تعرّضت للقصف الإسرائيلي في إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ولكنها تابعت عروضها آنذاك، فضلاً عن إقامة أمسيات ثقافية، لا سيما لمحمود درويش، ومرسيل خليفة، ومعين بسيسو، وغسان كنفاني.

Ad

سينما «ستارز»

وكانت لافتة الطريقة التي أعيد فيها فتح سينما «ستارز»، إذ أطلق مسرح إسطنبولي ومتطوعو جمعية «تيرو للفنون» حملة تمويل جماعيّ على موقع «إنديغوغو» بهدف شراء هذه الدار التي تعتبر السينما التاريخية الوحيدة المتبقية في تاريخ مدينة النبطية جنوب لبنان. ورغم انتهاء الفترة الزمنية المحددة للحملة على الموقع، فإنها تستكمل عملها من خلال التبرع المباشر عبر الحساب المصرفي لجمعية تيرو للفنون ومن خلال النشاطات التي ستقام دعماً للسينما من عروض أفلام ومسرحيات وأمسيات موسيقية وشعرية ومعارض فنية، وتستمر الحملة حتى منتصف نوفمبر الجاري، وجاء في بيان الحملة وفيه: «نحن مجموعة من الشّباب نعيش في جنوب لبنان، عام 2016 قمنا بإعادة تأهيل وإفتتاح سينما «ستارز»، اليوم هذا المكان معرّض للإقفال ونحن نريد دعمكم لإيقاف ذلك ونطلب مساهمتكم في الحفاظ على السينما مكاناً حرّاً ومستقلّاً يستفيد منه الجميع في لبنان، واستخدمنا هذه المساحة لتنظيم نشاطات ثقافية مختلفة وسيمككنا شراؤها من الإبقاء عليها مفتوحة للجميع. ونعتقد أنّ بإمكان الثقافة والفنون جمع النّاس وتحقيق تقارب بين القادمين من خلفيات اجتماعية مختلفة عبر إشراك المجتمعات في النشاطات الإبداعية والفنّية المختلفة للوصول الى الإنماء الثقافي المتوازي مما يؤدي الى توفير الفرص الابداعية للشباب».

وبُنيت سينما «ستارز» في السبعينيات، وكانت واحدة من خمس دور سينما بالمدينة قبل أن تغلق أبوابها بسبب الحرب الأهلية اللبنانية، وبسبب مركزية الثقافة في بيروت، وهي واحدة من أقدم دور العرض السينمائي والمسرحي في جنوب لبنان، وتعتبر دار السينما والمسرح الوحيدة في النبطية التي تقدم للناس أنشطة ثقافية مجانية.

أعمال مسرحية

قدّمت فرقة «مسرح إسطنبولي» أعمالاً مسرحية عدة تنوّعت في مضمونها وأسلوبها، وهي ضمن عروض الفضاء المفتوح ومسرح الشارع، أبرزها: «قوم يابا، ونزهة في ميدان معركة، وزنقة زنقة، وتجربة الجدار، والبيت الأسود، وهوامش، والجدار، وحكايات من الحدود، ومدرسة الديكتاتور، ومحكمة الشعب، ونساء بلا هوية».

لم يقتصر عرض هذه المسرحيات على لبنان، بل جابت أيضاً مهرجانات عربية ودولية في كل من تونس، والجزائر، والمغرب، والكويت، وسورية، والأردن، والعراق، واسبانيا، والبرتغال، وهولندا، وإيطاليا، وفرنسا، وتشيلي، وتركيا، وجورجيا، واليونان، وبلجيكا. وحصدت الفرقة جائزة أفضل عمل مسرحي من وزارة الثقافة اللبنانية في مهرجان الجامعات، وجائزة أفضل ممثل في مهرجان عشيات طقوس في الأردن. أما تجربة «الجدار» التي شاركت في مهرجان ألماغرو الإسباني فتُعتبر أول عمل عربي يدخل في المسابقة الرسمية للمهرجان عام 2011.

جمعية تيرو للفنون

أسّس إسطنبولي جمعية «تيرو للفنون»، وهي مجموعة شبابية هدفها تفعيل الحركة الثقافية والفنية في المناطق المهمشة في لبنان، عبر إيجاد منصات ثقافية وإقامة نشاطات فنية.

شاركت الجمعية في تنظيم مهرجانات: «السينما الأوروبية، والسينما تقاوم، وبيروت للأفلام الفنية الوثائيقية، وفيلم 100 ثانية، وأيّام فلسطين الثقافية». كذلك وقعت اتفاقية تعاون ثقافي بين صور وبغداد، وعقدت شراكة سينمائية مع مهرجان «الصيف السينمائي» في مدريد، وأقامت تبادلاً ثقافياً مع مدرسة ريتفيلد في هولندا، وقدم طلاب المسرح ولمناسبة اليوم العالمي للسلام عرض شارع بُثّ مباشرة من مقر الأمم المتّحدة في جنوب لبنان إلى مقرّ الأمم المتّحدة في نيويورك بحضور الأمين العام بان كي مون وطلّاب من مختلف أنحاء العالم، وأنتج المسرح أعمالاً لشوشو منها «جوَا وبرَا» و«حكاية العم شوشو».