وضعت إسرائيل وإيران الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل أيام بشأن سورية بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، في خطر، وخصوصاً بسبب البنود المتعلقة بمنطقة جنوب سورية الحساسة.

وكان بوتين وترامب اتفقا، في فيتنام، على إقامة منطقة «منع تصادم»، وتعهد الأخير بإقناع إسرائيل بتحييد هذه المنطقة، على أن يقنع الرئيس الروسي إيران بالمثل.

Ad

وعلمت «الجريدة»، من مصدر مطلع في وزارة الخارجية الإيرانية، أن الأميركيين عرضوا على الروس، خلال مفاوضات الاتفاق، مطلباً إسرائيلياً بإقامة منطقة عازلة تمتد إلى الحدود اللبنانية والسورية بعمق 40 كيلومتراً.

وأوضح المصدر أن الجانب الروسي وافق على إقناع الإيرانيين وحزب الله بأن يكون هذا الحزام بعرض 10 كيلومترات فقط، وأن يقتصر على الحدود السورية، على أن يلتزم الحزب، بضمانة روسية، بعدم تنفيذ أي عملية ضد إسرائيل من جنوب لبنان، مقابل التزام تل أبيب بالمثل.

وأكد أن الروس اتصلوا أمس بالإيرانيين وطالبوهم بالالتزام بهذا الاتفاق، وأبلغوهم موافقة واشنطن على إقناع المعارضة السورية بالدخول في مفاوضات مع الحكومة وفق أجندة مؤتمر سوتشي، إذا نجحت منطقة «منع التصادم» جنوب سورية.

ولفت إلى أن طهران أبلغت موسكو أنها لن تتمكن من الالتزام بالاتفاق إذا لم يتضمن التزاماً إسرائيلياً واضحاً. وكانت إسرائيل أكدت عدم التزامها بأي اتفاق لا يُبعد إيران وأنصارها 40 كيلومتراً عن حدودها مع لبنان وسورية.

في السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إنه أبلغ الولايات المتحدة وروسيا أن بلاده ستواصل التحرك عبر الحدود السورية وفق احتياجاتها الأمنية، أي وفق القواعد السابقة.

وذكرت موسكو، أمس، أن مذكرة ترامب وبوتين لا تتضمن أي تفاصيل حول انسحاب القوات الإيرانية من جنوب سورية.

وتعقيباً على ذلك، قال المصدر إن نفي موسكو سليم لأن المذكرة بحد ذاتها لم تتطرق إلى هذا الأمر، بل نصت على انسحاب كل القوات الأجنبية من سورية بعد التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة.