استبق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إعطاء شارة بدء انطلاق منتدى شباب العالم في مدينة شرم الشيخ السياحية، على البحر الأحمر، مساء أمس، بحضور ممثلين عن 52 دولة، بإجراء حوار مع فضائية «سي إن بي سي» الأميركية، وقال: «منتدى الشباب جزء من سلسلة من المؤتمرات التي تم عقدها خلال الفترة الماضية»، لافتا إلى أن المنتدى فرصة متميزة لمد جسور الحوار والتواصل بين الشباب.

كما تطرق الحوار إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث أكد السيسي أن الشعب وحده هو من يملك حق اختيار رئيسه، مشددا على أن هناك تحسنا ملحوظا على الصعيد الاقتصادي، وهو ما أشارت إليه تقارير مؤسسات دولية، ما يعد انعكاسا واضحا على فرص ومناخ الاستثمار في مصر، وحرص السيسي على بيان مدى تفهم الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترامب، لحجم التحديات التي تشهدها مصر.

Ad

وفي حين يناقش المنتدى «قضايا شبابية عالمية»، بينها قضايا الإرهاب ودور الشباب في مواجهته، ومشكلة تغير المناخ والهجرة غير المنتظمة واللاجئين، ومحور التنمية المستدامة والتكنولوجيا، ومحور الحضارات والثقافات، وصناعة قادة المستقبل، ونموذج محاكاة الأمم المتحدة، قال محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة إن منتدى الشباب رسالة لكل العالم بأن مصر آمنة، وقادرة على استضافة الأحداث العالمية وتنظيمها بشكل يليق باسم مصر.

وأشار فودة إلى أن منتجع شرم الشيخ تحت السيطرة الأمنية الكاملة، فضلا عن ان المدينة جاهزة تماما لاستقبال السياح، مضيفا أن رجال أعمال وشركات عالمية مصرية ومنظمات دولية ساهمت في تمويل المنتدى.

في المقابل، وصف عضو الهيئة العليا لحزب تيار الكرامة المعارض تامر هنداوي المؤتمر بـ»الشكلي»، وقال في تصريحات لـ»الجريدة»: «يستهدف تحسين صورة مصر دوليا على خلفية انتقادات تتعلق بالملف الحقوقي».

استدعاء وغضب

على صعيد آخر، عبرت الخارجية المصرية، أمس، عن غضبها جراء إصدار دول المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا وإيطاليا وكندا، بيانا طالبت فيه السلطات المصرية بالإفراج عن المتحدث باسم «التنسيقية المصرية للحقوق والحريات» إبراهيم متولي، واعتبرت الخارجية بيان الدول الخمس تدخلا في الشأن القضائي المصري.

و»التنسيقية المصرية» مؤسسة مهتمة بحالات الاختفاء القسري، وكان من بين الحالات التي اهتمت بها حالة اختفاء باحث الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عثر على جثته وعليها آثار تعذيب أواخر يناير 2016.

وذكر الناطق باسم الخارجية المستشار أحمد أبوزيد: «مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، السفير إيهاب نصر، قدم احتجاجا رسميا شديد اللهجة لسفراء ألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وكندا وهولندا»، مبينا أن المذكرة المصرية أوضحت ظروف وملابسات احتجاز إبراهيم متولي، واعتبر مطالبة الدول الخمس تدخلا سافرا وغير مقبول في الشأن الداخلي وفي أعمال السلطة القضائية.

وكانت جمعيات حقوقية مصرية وأجنبية طالبت السلطات المصرية بالإفراج عن المحامي إبراهيم متولي، الناشط في مجال مناهضة «الإخفاء القسري»، والذي اختفى 10 سبتمبر قبل أن تعلم أسرته أنه أُحيل إلى نيابة أمن الدولة العليا، التي أمرت بحبسه 15 يوما بتهمة تنظيم جماعة أسست على خلاف القانون.

وفاة موقوف

إلى ذلك، أشعل خبر وفاة الناشط النوبي جمال سرور، أحد المتهمين في «مسيرة الدفوف»، موجة غضب عارمة في صفوف النوبيين المصريين، خصوصا أن الوفاة تأتي بعد 4 أيام من إعلان الإضراب عن الطعام، داخل محبسهم، في «سجن الشلال»، حيث ألقي القبض على 24 نوبياً، خلال مسيرة سلمية بالدفوف، في مدينة أسوان (900 كيلو جنوب القاهرة)، حيث وجهت لهم تهم التحريض على التظاهر، والتظاهر من دون ترخيص، والإخلال بالأمن، وتعطيل المرور.

وبينما شيعت جنازة الفقيد، في القاهرة أمس، قال النائب عن مركز أسوان، شرعي صالح، عضو اللجنة التشريعية، إنه سيتقدم ببيان عاجل إلى رئيس البرلمان، اليوم، للوقوف على تفاصيل واقعة وفاة الناشط جمال سرور، وأضاف لـ»الجريدة»: «سنطالب وزارة الداخلية بالكشف عن الأسباب التي أدت إلى وفاته».

حقوقيون مصريون عبروا عن غضبهم، ففي حين طالب رئيس لجنة الشكاوى في المجلس القومي لحقوق الإنسان ناصر أمين، النائب العام، بفتح تحقيق محايد ومستقل، لمعرفة ملابسات وفاة سرور في محبسه، قال مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان جمال عيد إنه حضر التحقيق مع «سرور» منذ 5 أيام، وأضاف: «كنت أتوقع الإفراج عنه خلال أيام».

وقال الناشط النوبي سمير بلال إن سرور توفي نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، قبل وصوله إلى المستشفى بساعتين، بعد 4 أيام من الإضراب عن الطعام، متابعا: «تدهورت حالته الصحية قبل وفاته بيومين، وتمت مناشدة إدارة السجن لنقله إلى المستشفى دون جدوى».

ويعد جمال سرور أحد مناضلي النوبة، حيث شارك فور عودته من فرنسا في تنظيم عدة اعتصامات لتحقيق مطالب النوبيين في الرجوع إلى أراضيهم، وهو صاحب مشروع «تشجير قرى النوبة».

عسكريا، وفي أول تحرك على الأرض لرئيس أركان حرب القوات المسلحة الجديد، الفريق محمد حجازي، تفقد عددا من نقاط التأمين الحدودية في نطاق المنطقة الغربية العسكرية، أمس، للاطمئنان على الأحوال المعيشية والإدارية للقوات، والوقوف على الحالة الأمنية ومتابعة إجراءات تنفيذ الخطط والمهام الأمنية التي كلفت بها القوات وفرض السيطرة الأمنية الكاملة.