كشفت وزارة الداخلية المصرية أن 4 ضباط مفصولين مسؤولون عن هجوم الواحات، نافية توقيف القائد الميداني لخلية «الواحات البحرية» الإرهابية، ضابط الشرطة المفصول جمال حنفي.

ولاتزال تداعيات هذا الحادث الإرهابي تلقي بظلالها على المشهد العام في مصر، بعد أيام من عملية نوعية نفذتها عناصر من الجيش والشرطة، في منطقة صحراوية غرب محافظة الفيوم، جنوب غرب القاهرة. فبعد أيام من ملاحقة قوات الأمن عددا من العناصر الإرهابية، المشاركة في هجوم الواحات، وتمكنها من قتل عدد منهم، نفت وزارة الداخلية المصرية، أمس توقيف ضابط الشرطة المفصول، جمال محمد حنفي، الذي ثبتت مشاركته في هجوم الواحات.

Ad

مصدر أمني رفيع قال لـ«الجريدة» إن «التحريات الأولية أثبتت تورط الضابط السابق جمال حنفي في عملية الواحات»، لكنه لا يزال هاربا ولم يتم توقيفه إلى الآن، لافتا إلى أن الضابط السابق تلقى تدريبا عاليا في قطاع «سلامة عبدالرؤوف» للعمليات الخاصة في القاهرة، وهرب بداية 2015، وأبلغت «الداخلية» أهله أن ابنهم وضابطين آخرين هربوا وانضموا إلى جماعات إرهابية.

وبحسب تقارير أمنية فإن حنفي يعد الساعد الأيمن لضابط الجيش المفصول هشام عشماوي، الذي تؤكد التحريات أنه خطط لعملية «الواحات» من ليبيا، وأن حنفي هو القائد الميداني للعملية.

اللافت أن هناك تقارير أشارت إلى أن شهود عيان على الواقعة قالوا إن الإصابات التي وقعت في صفوف القوات تعكس مدى احترافية القاتل، وأن المعاينة الأولية لأماكن إصابة الناجين تؤكد أنها ذات نوعية الاشتباكات التي تتدرب عليها القوات الخاصة المصرية، ما يؤكد تورط عشماوي وحنفي الضابطين المصريين المفصولين في العملية.

تأمين الشباب

على صعيد آخر، وقبيل إعطاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، شارة البدء لانطلاق مؤتمر «منتدى شباب العالم» في منتجع شرم الشيخ السياحي، اليوم الأحد، كثفت قوات الأمن جهودها لتأمين المؤتمر العالمي الذي ينطلق بمشاركة نحو 52 دولة.

وعلمت «الجريدة» من مصدر مطلع أن أجهزة أمن شمال وجنوب سيناء ومدن القناة، رفعت درجة تأهبها الأمني إلى أعلى الدرجات، لتأمين المؤتمر، بينما عقد وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار اجتماعات مع مسؤولين أمنيين كبار في وزارة الداخلية، لمتابعة إجراءات تأمين فعاليات «منتدى شباب العالم».

الخطة الأمنية، تشمل تشديد إجراءات التفتيش بالمنافذ الحدودية الواصلة بين شرم الشيخ وجميع الطرق المؤدية إليها، حتى نفق الشهيد أحمد حمدي، فضلا عن إجراءات تأمين مشددة في جميع الطرق في شبه جزيرة سيناء، كما انتشرت دوريات متحركة وثابتة للتدخل فور وقوع طارئ، حيث تشارك وحدات التدخل السريع.

في الأثناء، يلتقي الرئيس السيسي نظيره الفلسطيني محمود عباس، غدا الاثنين في مدينة شرم الشيخ على هامش المنتدى، وقال سفير فلسطين في القاهرة جمال الشوبكي إن «الرئيس الفلسطيني سيصل إلى مدينة شرم الشيخ اليوم الأحد في زيارة تستغرق يومين، تلبية لدعوة الرئيس السيسي».

على صعيد ذي صلة، أصيب أمين شرطة في انفجار عبوة ناسفة، زرعها مجهولون في منطقة سبيكة غرب مدينة العريش في شمال سيناء، بينما وضعت أجهزة أمن شمال سيناء غالبية الارتكازات الأمنية في المناطق المتاخمة إداريا لمحافظة جنوب سيناء، وجعلتها على درجة مرتفعة من الاستنفار، وبحسب مصادر أمنية فقد تم الدفع بقوات متحركة لمراقبة الطرق الرسمية ومداخل المدقات الجبلية، لمنع تسلل أية عناصر إرهابية.

إنتاج «ظهر»

في غضون ذلك، قال مصدر مسؤول في قطاع البترول، لوسائل الإعلام إن افتتاح حقل (ظهر) – أكبر كشف غازي في حوض البحر المتوسط تمتلكه مصر - سيكون خلال شهر ديسمبر المقبل، وأن بداية إنتاجه ستكون بنحو 350 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز الطبيعي، تصل إلى 1.2 مليار قدم عند اكتمال المرحلة الأولى منه بربط كل الآبار البالغ عددها 6.

وأوضح المصدر أن بداية الإنتاج من حقل ظهر بالإضافة إلى الحقول الأخرى، تستهدف منه وزارة البترول تقليل الاعتماد على الاستيراد قدر الإمكان خلال الفترة المقبلة، واصفا معدلات تنفيذ الأعمال في حقل ظهر بـ»الإنجاز».

وبحسب تقارير صادرة من وزارة البترول المصرية، فإن حقل ظهر الذي اكتشفته شركة «إيني الإيطالية» في 20 أغسطس 2015، تقدر احتياطياته من الغاز بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، الأمر الذي يساعد مصر على تجاوز النقص الحاد في إمدادات الطاقة ويوفر على البلاد أكثر مليار دولار سنويا من فاتورة استيراد الغاز المسال من الخارج.

الخبير البترولي عثمان علام، قال لـ»الجريدة» إن «مصر ستوفر 800 مليون دولار سنويا قيمة ما تقوم القاهرة باستيراده من الغاز من الخارج»، موضحا أن مصر خلال 2018 وبسبب حقلي «ظهر» و»شمال الإسكندرية» سيكون لديها وفرة في الطاقة وتصبح محورا لتصدير الغاز للخارج، بعد سد احتياجاتها الداخلية».

إلى ذلك، أكد القائم بأعمال مكتب التمثيل التجاري لروسيا الاتحادية في القاهرة نيكولاي إسلانوف إن الاتفاق بشأن مشروع إقامة المنطقة الصناعية الروسية في مصر الآن في المرحلة النهائية، وأن الجانب الروسي وضع الخطة الرئيسية وخطة العمل لبناء المنطقة التي حظيت بتقدير وإعجاب الخبراء المصريين.

وأشار إلى أن المشروع يغطي مساحة 5 ملايين متر مربع في شرق بورسعيد وسيخلق 35 ألف فرصة عمل وتبلغ تكاليف المرحلة الأولى للبناء 190 مليون دولار، بينما تقدر قيمة إجمالي الاستثمارات في هذا المشروع بنحو 7 مليارات دولار.