علمت «الجريدة»، من مصادر مطلعة، أن اللقاء الذي جمع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران كان حافلاً ببحث مواضيع خلافية بين البلدين، إذ برر الأخير للمرجعية الإيرانية التدخل الروسي في سورية بأنه جاء بسبب فشل طهران في تسوية هذه الأزمة.

وبحسب المصادر، فقد عاتب خامنئي بوتين على 3 ملفات، أولها متعلق ببيع موسكو صواريخ «إس 400» للسعودية، في وقت ماطلت بتسليم صواريخ «إس 300» إلى إيران، وثانيها خاص بصمته عن الغارات الإسرائيلية في سورية، وآخرها عدم مراعاة روسيا مصالح إيران بشكل كافٍ في تسوية الأزمة السورية.

Ad

وأفادت المصادر بأن بوتين، قال في رده التفصيلي على المرشد فيما يخص الملف الأول، إنه يتصور أن الأميركيين سيعرقلون صفقة الـ«إس 400» للسعودية، وأن موسكو استطاعت مضايقة الأميركيين من خلال إعلانها.

وأوضحت أن الرئيس الروسي ذكر، بشأن الملف الثاني، أن مهمة القوات الروسية في سورية هي محاربة الإرهابيين لا إسرائيل، وأنه اتفق مع الأميركيين والإسرائيليين على خطوط حمراء، تضمنت عدم السماح بتسليم أسلحة نوعية إلى حزب الله، ومنع الميليشيات الموالية لإيران من العمل بحرية على حدود إسرائيل.

ولفتت إلى أن الرئيس الروسي اشتكى عدم مراعاة الجانب الإيراني التزامات بلاده بهذه الخطوط الحمراء، ودعا خامنئي لاستبعاد توقع دخول الروس في حرب مع إسرائيل من أجل إيران.

وأكدت أن بوتين أسمع المرشد كلاماً قاسياً بشأن المعركة في سورية، إذ قال إن روسيا دخلتها وكانت معظم الأراضي السورية بيد المعارضة، ودمشق على وشك السقوط، في حين كانت إيران حاضرة بكل ثقلها ولم تفعل شيئاً، الأمر الذي أوجب على موسكو رسم خريطة التسوية في سورية.

وبحسب المصادر، فإن بوتين قال للمرشد إنه لا ينتظر من إيران أن تنهي عداءها لإسرائيل، لكن المضي في التصرفات العدائية يتسبب في إيجاد جبهة معادية لطهران من جانب الولايات المتحدة، وأوضح له أنه إذا قامت طهران بخطوات ملحوظة لوقف التصرفات التصعيدية، فإن روسيا مستعدة لأداء دور في حل بعض الأمور مع إسرائيل.

ولفتت المصادر إلى أن بوتين، الذي اشتكى بعض الأجنحة السياسية المعادية لروسيا داخل إيران والتي تحاول التقرب إلى واشنطن، طلب من خامنئي فتح ثلاث قواعد في غرب إيران وشرقها وعلى ضفاف الخليج في الجنوب، مقابل مساهمة موسكو في إعادة بناء سلاح الطيران الإيراني.

في سياق متصل، أفادت المصادر بأن الاجتماع الثلاثي الذي تم بين بوتين ورئيسي إيران حسن روحاني وآذربيجان إلهام علييف، شهد توجيه انتقادات للأخير لعرقلته مشروع «طريق الشمال ــ جنوب» بسبب ضغوطات أميركية وإسرائيلية.