طلب مني صاحبي أن أذهب معه إلى المدرسة المتوسطة لكي أتوسط له عند المدير، لأن حفيده "متهاوش" مع زميله في الفصل.

قلت لصاحبي: إذا كان حفيدك مخطئاً فسيأخذ جزاءه حسب لائحة النظام المدرسي، وإن كان زميله هو المخطئ فسيأخذ جزاءه، فلماذا أحضر معك إلى المدرسة؟ لم يقتنع صاحبي بكلامي، وألح وأصر عليّ في الذهاب معه إلى المدرسة، لكني اعتذرت منه ورفضت الذهاب معه.

Ad

في المساء التقيت بمدير المدرسة مصادفة في أحد الأعراس، وبعد السلام سألني عن أخباري وانقطاعي عن زيارته في المدرسة، فقلت له صاحبي طلب مني أن أذهب معه إلى المدرسة اليوم لحل الخلاف الذي حدث بينه وبين زميله في الفصل.

سألني المدير، وما اسم صاحبك فقلت له "فلان"، فأجاب المدير: حفيد صاحبك ضرب زميله في الكرسي على عينه وأحدث فيه جرحا عميقا، وأحضرنا سيارة الإسعاف إلى المدرسة لنقله إلى المستشفى لعلاجه. وقررنا فصل الطالب من المدرسة ونقله إلى مدرسة أخرى، أو أهل الطالب المعتدى عليه يرفعون قضية ويدخل الطالب المعتدي سجن الأحداث، وفعلا أخذ صاحبي ملف حفيده ونقله إلى مدرسة أخرى. قرأت يوم الجمعة الموافق 27/10/2017م في صحيفة "القبس" الخبر التالي: "الكويت شهدت ألف واقعة عنف وسلوك عدواني، و40 جريمة قتل وشروع به في 10 أشهر، كما بينت المصادر أن انتشار حالات العنف والعدوان في المدارس عامل رئيسي في ارتكاب الجرائم لاسيما في المرحلتين المتوسطة والثانوية".

لذا إذا أردنا أن نحد من ظاهرة العنف فلابد أن تتضافر الجهود لعمل دراسة مستعجلة من قبل الجهات المعنية مثل وزارة التربية، والشؤون، والداخلية، والأوقاف لمعرفة دوافع وأسباب السلوك العدواني وانتشاره في البيت والمدرسة والمجتمع، ومن ثم مواجهة ومعالجة ظاهرة العنف، فهل من مجيب؟ آمل ذلك.

* آخر المقال:

في أول يوم دراسي في رياض الأطفال قام طفل عدواني بعضّ "الأبلة" على يدها بقوة!