تطرقت في مقالي الأسبوع الماضي إلى قارئ الفنجان؛ مما أثار قريحة البعض، خصوصا المنجمين الحكوميين وبعض المتطفلين الذين تساءلوا عن قارئ الفنجان، واكتشفت أن هناك قارئة للفنجان، حيث تقوم بدور أكبر في قراءة تعرج الخطوط عند بعض الأطراف الحكومية، بل اكتشفنا أنها هي من توجه وتساهم في وضع اللمسات الأخيرة لهم في بعض القضايا المثيرة للجدل، "ولكن لم تكن النهاية سعيدة لهم" لأنها، كما يبدو طوال الفترات التي قضتها في قراءة الفنجان، تُدخل كل من يستشيرها "الحيط"، حتى أنها دخلت هي فيه أكثر من مرة. إننا، مع الأسف الشديد، نجد هناك طفيليات تطفو لتمارس أدوارا أكبر من حجمها، فتصغي لها الآذان، وهذا الأمر يكشف عن سوء إدارة غرفة العمليات، لكن الغريب والمستغرب أن "هالحكي ما بيمشي مزبوط"، فصاحبة الفنجان الحكومي التي ترتمي كل يوم عند بعض المتنفذين والسياسيين لكسب الرضا والود كعادتها، انكشفت بأنها "خرطي" وممارساتها لتأدية دور المستشار في كل صغيرة وكبيرة اتضحت للعيان، وكأنها "نحس" يطارد كل من يلجأ إليها.

ومن المؤسف أيضاً أن تدار الأمور والقضايا التي تمس المواطن عبر هؤلاء الذين جعلوا حال البلد "على طمام المرحوم" وانساقوا وراء بعض الأوهام التي تنسجها لهم قارئة الفنجان وغيرها ممن على شاكلتها!

Ad

والآن الكل ينتظر ويترقب التشكيل الحكومي الذي نتمنى ألا يكون مؤقتا، مع استبعاد كل من تدور حولهم الشبهات أو علامات الاستفهام، أو هم مثار جدل وخلاف بين السلطتين، فالجميع أصيب بالملل إثر الترهل الحكومي المستمر، والجميع أيضا عانى استمرار مسلسل التصعيد والتأزيم وضعف الإنجاز، فضلا عن الوعود واستعراض البطولات المزيفة، وتمرير الصفقات من تحت الطاولات!

"ما بدنا" قارئة فنجان دورها فقط التشكيك في وطنية بعض النواب، وإثارة بعض الشكوك في نفوس زبائنها الكرام!

العمل السياسي يتطلب إصلاحا وعلاجا جذريا، وجلوس الجميع من كل أطياف المجتمع الكويتي، ومن مختلف التيارات السياسية على طاولة الحوار بقلوب نظيفة، وطرح قضية واحدة، ماذا عملتم للكويت؟ وماذا ستعملون من أجلها؟ ولماذا استمرار مسلسل الصراع والتناحر السياسي؟ وإلى متى الدوران خلف الأوهام؟ وإلى متى عدم الاستقرار؟

الشعب الكويتي محبط ومتعب ويحتاج منكم وقفة صادقة لعلاج الوضع الحالي، قبل أن يدمن البعض حالة الخذلان.

اعملوا من أجل وطن النهار.

آخر الكلام:

العلاج لا يحتاج "حكي" لأن المطلوب إصلاح حقيقي قبل ضياع الوقت، وأن يصبح البعض في حالة "هذيان" مستمر، كحالهم اليوم!