ديرة مضحكة لدرجة البكاء والغثيان، كيف تسير أمورها؟ وكيف يفكر بخصاء الإدارة السياسية فيها؟ لا أحد يعرف! ربما نعرف لكن لا نستطيع أن نتكلم ونكتب، فهذا ممنوع، وهذا يعرضك للمساءلة القانونية، وهذا قد يمس الدائرة الحمراء لأصحاب المصالح، وقد تتعرض للحبس والغرامة وسحب الجنسية، حسب الظروف وحسب الجريمة السياسية، كما تنص عليها مدونات المشيخة، فهذا قانون وهم فصلوه وشرعوه كما يريدون، هذا مضحك لدرجة الغثيان، وهناك وزير يستجوب وتستقيل الوزارة ثم تعود مرة ثانية بأسماء مختلفة قليلاً، لكن الفكر ذاته لا يتغير، النهج واحد والحكم واحد... أمر مضحك يستفز للطم.

عقد أو عقدان أو ثلاثة أو أربعة عقود (عليكم الحساب) مرت والقصة ذاتها تجترها الديرة، استقالة الحكومة، حل المجلس أو بقاؤه حسب الظروف، عودة الحكومة (بأسماء مختلفة قليلاً)، تعديل الدوائر، أو حل المجلس أيضاً، تغيير من أعلى ودائماً من أعلى بطريقة الإملاء والفرض، يغير من طريقة التصويت، من أربعة إلى الصوت الواحد، مقاطعة ثم تراجع عن المقاطعة، ومن جديد عودة لما كان، استجواب مستحق أو غير مستحق، لا فرق بين الاثنين في عالم "البخاصة" الكويتية، ونعود كما كنا، نعود لمربع سيفوه وخلاجينة، وتأتي التحليلات الفكرية من أن الحكومة لم تتكتك بالدرجة الكافية مع جماعتها وكتلتها، وتحليل آخر من أن الحكومة لا تقرأ ولا تعرف بالسياسة، فهي لم تدرك أن كتلتها ضعيفة وليست ذات تأثير سياسي يعول عليها، فهناك أمور استجدت لم تستوعبها الحكومة، اعتمدت الحكومة على نوابها التقليديين (تحليل الزميل صالح السعيدي بالقبس عدد الأحد) طبعاً التقليدي يعتمد على التقليديين، فهذه حكومة تقليدية، مثلها مثل كل الحكومات التقليدية الأثرية التي سبقتها، ولا يجوز الخروج عن التقليد والتقاليد المتعارف عليها.

Ad

لنترك حالة التقليد في بلد التقاليد والعادات الحميدة، ونعود لما هو مضحك حتى الغثيان، وكيل الأوقاف يبشرنا عن فتح الأبواب لتأهيل العائدين من داعش، وكأنهم يعانون من حالة إدمان كحولي، ويجب إعادة تأهيلهم، هم إما ارتكبوا جرائم مخيفة فيجب محاكمتهم حسب القانون، أو أنهم حسب مدونة وفكر الإدارة الحاكمة لم يفعلوا شيئاً غير مشاركتهم في "الجهاد" بسورية والعراق، مثلما شارك جيل سبقهم في الجهاد الإفغاني ضد السوفيات، وباركت لهم السلطة في وقتها، وهي ذات السلطة الآن، مثلما بارك لهم السيد الأميركي أيام ريغان الكبير، فيجب تكريمهم حسب الأصول والتقاليد المرعية تاريخياً، أما كلمة "تأهيل" فهي غير جائزة عقلاً ولا شرعاً... تأهيل، جماعات داعش ارتكبت أخطر الجرائم، يؤهلون لليلة الكبيرة وكأنهم عرسان داخلون لحفلة زفاف كبرى، بينما شباب مارسوا حقوق التعبير والنقد تمت ملاحقتهم بسيف قانون غير دستوري، وتم سجنهم، أو هربوا خارج الحدود أو سحبت جناسيهم.

لماذا لم تتحدثوا عن "تأهيل" من كانوا كويتيين ثم أصبحوا بلا هوية بدلاً من نفي وجودهم القانوني، واليوم ترفضون إعادة هوياتهم الوطنية لخلافات في إداراتكم... ما هذا يا سادة؟ وضعنا بأزماتنا الغبية التي خلقتموها من عقود طويلة وتعودون لإنتاجها بين كل فترة وأخرى ليس مضحكاً اليوم وفي زمن العسر والتحدي... أبداً، هو يدعو للبكاء واللطم على الحال، فنحن وذرياتنا من سيدفع الثمن... أما أنتم فبألف خير... وكل عام وأنتم بخير.