متسلحاً بالرفض الإقليمي للاستفتاء الكردي، والدعم الذي حازه من أطراف عدة، رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من طهران أمس، مبادرة حكومكة اقليم كردستان العراق، التي تتضمن «تجميد» نتائج الاستفتاء، مجدداً تأكيده على «إلغاء» التصويت كشرط لبدء أي مفاوضات.

وقال العبادي، الذي اختتم في طهران جولة إقليمية بدأها الأسبوع الماضي، وشملت السعودية والأردن ومصر وتركيا، في بيان: «نحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور».

Ad

وكانت قوات «الحشد الشعبي» المكونة من ميليشيات شيعية تتبع معظمها مرجعية طهران، وصفت المبادرة أمس الأول بأنها «بلا قيمة».

أنقرة تؤيد

بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إن عرض حكومة إقليم كردستان تجميد مسعى الاستقلال يعد خطوة مهمة لكنه غير كاف، مطالباً كما بغداد بالغائه. وأعلنت تركيا أنها اتفقت مع الحكومة العراقية على فتح المعبر الحدودي الجديد «أوفا كوي» الذي يربط بين البلدين بمدينة شيرناق.

وكانت طهران رحبت أمس بالمبادرة الكردية واعلنت فتح معبر على الحدود مع كردستان.

خامنئي

وفي طهران، استغل المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي اجتماعه أمس بالعبادي لتحذيره من أميركا، وذلك بعد ايام قليلة من زيارة للعبادي للسعودية وتوقيعه على إنشاء مجلس تنسيقي مشترك برعاية واشنطن، التي تزيد من ضغوطها على إيران.

وقال خامنئي: «الوحدة أهم عامل في مكاسبكم أمام الإرهابيين وأعوانهم، لا تأمنوا لأميركا، ستضركم في المستقبل»، واصفاً العراق بأنه» بلد أساسي ومهم في العالم العربي، ومن حقه وهو القوي والمنتصر أن يلعب دورا قياديا في المنطقة»، ومعبرا عن دعمه للاجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية لـ»الدفاع عن وحدة العراق وسيادته ووحدة أراضيه».

من جهته، أكد العبادي أن «الانتصارات والنجاحات تحققت بوحدة وتضحيات العراقيين»، لافتا إلى أن «مشروع رؤية العراق لمستقبل المنطقة، الذي يدعو الى السير في طريق تبادل المصالح المشتركة وتحقيق التنمية بدل الحروب والنزاعات».

والتقى العبادي الرئيس الإيراني حسن روحاني ونائبه اسحاق جهانغيري، ورئيس مجلس النواب علي لاريجاني.

مواجهات مع البيشمركة

إلى ذلك، دارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة أمس، بين مقاتلين في البيشمركة الكردية والقوات العراقية المتوجهة إلى معبر فيشخابور الحدودي مع تركيا على طريق أنبوب نفطي ضخم في شمال العراق.

وأشار شاهد عيان إلى أن المقاتلين الأكراد والبيشمركة أطلقوا قذائف هاون، واستخدموا صواريخ موجهة مضادة للدبابات، مبدين مقاومة قوية أمام تقدم القوات الاتحادية المسنودة من ميليشيات الحشد الشعبي.

وانطلقت صباح امس الآليات المدرعة العراقية من منطقة زمار الغنية بالنفط الواقعة إلى شمال غرب الموصل، واستعادت القوات العراقية بعض القرى سالكة مسارات ترابية على طول الطريق المعبدة لسهل نينوى. كما وقعت مواجهات عنيفة في قرى أخرى.

آخر معقل لـ «داعش»

على الصعيد الميداني، بدأ العراق أمس عملية عسكرية واسعة لدحر تنظيم «داعش» من مدينة القائم، آخر معاقله على الأراضي العراقية، بمحاذاة الحدود مع سورية.

وقال العبادي في بيان فجر أمس، «ها هي جحافل البطولة والفداء تزحف للقضاء على آخر معقل للإرهاب في العراق لتحرير القائم وراوة والقرى والقصبات في غرب الأنبار».

وذكر قائد عمليات الجزيرة في الجيش العراقي اللواء الركن قاسم المحمدي، أن «عملية تحرير مدينة القائم غرب الرمادي انطلقت من أربعة محاور».

وأضاف المحمدي أن الجيش والشرطة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي والعشائري تشارك في العمليات «بإسناد كبير من طيران القوة الجوية العراقية والتحالف الدولي».

ولم يعد التنظيم يسيطر إلا على أقل من 10% من الأراضي التي كانت خاضعة له.

وقال قائد عمليات تحرير غرب الأنبار في العراق، إن قطعات عمليات الأنبار حررت دائرة البحوث الزراعية شمال الطريق الاستراتيجي، ومحطة H1، وقرية أم الوز، ومنطقة الحسينيات، ومنطقة النادرة، وقاعدة سعد الجوية، ومنطقة الكعرة، ومازالت القوات مستمرة في التقدم.

السنة والمالكي

إلى ذلك، بدأت تلوح في الأفق بوادر تحالف بين القوى السنية المنضوية في «تحالف القوى الوطنية» والأمين العام لحزب الدعوة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي.

وأوضح «ائتلاف العربية» المنضوي في «تحالف القوى» أن اجتماعا جرى مع المالكي قبل أيام، ناقش «ثلاثة محاور، الأول، التأكيد على وحدة العراق أرضاً وشعباً وترصين جبهته الداخلية، والثاني، ملف الانتخابات، وهل بالإمكان إجراؤها في وقتها المحدد من عدمه، والثالثة مسألة تشكيل الأقاليم الذي تطالب به بعض المحافظات والذي أجمع الحاضرين على دستورية هذا المطلب، لكنه لا يمكن تطبيقه في الوقت الحاضر، لكونه سيسبب أزمة جديدة».