"آلاف الخريجين أمام حائط مسدود" (عنوان رئيسي لجريدة الراي في 20 مايو الماضي)، وتحت هذا العنوان كتبت الصحيفة "الصالح (وزير المالية): عددهم سيبلغ نحو 60 ألفاً... فماذا ستفعل الحكومة وقتذاك؟".

صحيح ماذا ستفعل الحكومة وقتذاك، سؤال في مكانه، لنسأل أيضاً بعد مضي خمسة أشهر تقريباً من نشر الخبر، ماذا صنعت الحكومة فعلاً خلالها؟ سؤال للوزير أنس الصالح ولرئيس الحكومة التي بيدها "الخيط والمخيط": ماذا فعلتم؟ وإذا لم تفعل، وهي حقيقة لم تفعل غير أنها سحبت من الاحتياطي العام وتقترض من الداخل والخارج، وماذا بعد؟ ماذا ستفعل الحكومة غداً وبعد غد؟ وهل لديها أي تصور لحل أزمة القادمين لسوق العمل أو أزمة الاقتصاد بكلام آخر، غير الاقتراض والسحب، وغير تسويق نكتة القطاع الخاص الذي سيستوعبهم، وهي تدرك أنه لا يوجد قطاع خاص حقيقي، وإنما شكل وهيئة قطاع خاص بمسمى وكالات تجارية وشركات مقاولات يحيا بروح الإنفاق الحكومي لا أكثر؟

Ad

أيضاً يمكن سؤال الحكومة عن رؤية الكويت لعام 2035 الإصلاحية، وتحديداً عن مشروع طريق الحرير وتطوير الجزر، وهو ما تبناه وزير الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، أين وصل هذا المشروع؟ وهل بدأت خطوات فعلية لتحقيقه؟ وما نوايا الحكومة لترويجه؟ وهل نوابها في المجلس مقتنعون به، أم هو تسويق أحلام، يصعب، إن لم يكن من المستحيل، تحقيقها مع العقل السياسي المتحجر الذي يحكم نهج الدولة؟!

ماذا بعد؟ هل يشكل الواقع الاقتصادي المريض هماً حكومياً تفكر فيه، يثير قلقها وهواجسها، أم أنها لا تحسب له أي حساب؟ وما يشغل بالها واقعاً هو مشاريع استجواب هذا أو ذاك الوزير، وماذا يمكن أن "تتكتك" الحكومة مع المجلس ليبقى الوزير في مكانه أو كي لا يضعف موقف رئيس الحكومة؟ ولابد عندها من استمالة عدد من النواب ليكونوا في صفها... إذن، لابد من شراء ولاءات سياسية من جديد، وهدر مالي من جديد، وتيتي تيتي لا رحتي ولا جيتي... ماذا بعد؟ هل هناك من يؤمن بجدية السلطة لمواجهة القادم المخيف؟ هل تقرأ هذه السلطة الثابتة الجرائد والأخبار...؟ عن السيارات الكهربائية التي بدأ فرضها في عدد من العواصم الأوروبية... عن توقعات تقلص استهلاك النفط، وهو مصدر ثروتكم الوحيد... سؤال للذين تتصدر صورهم وأخبارهم صفحات الجرائد كل يوم، يبثون السأم والنمطية في نفوسنا: ماذا تقرأون وبماذا تفكرون...؟ ماذا يشغل بالكم غير هذه اللحظة والآن...؟ هل تفكر الحكومة كسلطة وحيدة في الدولة بأمر ما...؟ أم أنها لا تفكر في شيء غير البقاء كسلطة وحيدة، ولا شيء أمامنا معها غير الحائط المسدود؟ هي بذاتها الحائط المسدود، ولا جدوى من الكلام معها، الحائط يعني طوفة، ونحن نكلم طوفة.