أكدت رئيسة المؤتمر الدولي للقيادات النسائية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة، د. فايزة الخرافي، أن "الأمم المتحدة بينت أن أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، تطرح بإلحاح الحاجة إلى تمكين المرأة، إذ لوحظ أن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة أمران جوهريان بالنسبة إلى أمن مستقبلنا المشترك".

وقالت الخرافي في كلمتها خلال افتتاح المؤتمر الذي تستضيفه مؤسسة الكويت للتقدم العلمي على مدى 3 أيام برعاية سمو أمير البلاد، وحضور رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، صباح أمس، إن "العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تعاني نقصا واضحا في تمثيل المرأة في القوى العاملة، لاسيما في القطاع الخاص والمناصب القيادية"، مشيرة إلى أنه "على الرغم من وجود بعض التغييرات الإيجابية في ضمان تمثيل المرأة في المراكز القيادية، ومشاركتها في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والابتكار، فإنه لاتزال هناك حاجة إلى كثير من العمل بهذا الصدد".

Ad

نمو اقتصادي

وأضافت: "نأمل أن يشهد المؤتمر مناقشة قضايا المرأة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والابتكار، إذ إن تلك المجالات الحيوية هي التي تقود النمو الاجتماعي والاقتصادي وتسهم في استدامته والمحافظة عليه، ولكل من الرجل والمرأة دور حاسم في تعزيز منصة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والابتكار في المجتمعات المحلية وعلى المستوى العالمي"، مبينة أن "مثل هذه المشاركة تتطلب ضمان وصول المرأة إلى الموارد التعليمية في هذه المجالات الحيوية، وضمان تمثيلها تمثيلا فاعلا في قوة العمل".

طاقات علمية

قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية، هند الصبيح، إن "المرأة الكويتية تشهد قفزات في كل الجوانب، سواء السياسية أو العلمية أو غيرها.

وأضافت: "نريد تمكين المرأة في هذا المجالات وتسليط الضوء عليها، حتى نساعد كل الفتيات الراغبات في البحث العلمي وتقلد المراكز العليا علميا, ونريد أن نستفيد من عطائهن العلمي تنفيذا لأجندة التنمية المستدامة"، مشيرة إلى اننا "في وزارة الشؤون والأمانة العامة للتخطيط نسعى إلى تمكين المرأة في مختلف المجالات".

وأردفت "أن هذا الحضور يؤكد مجددا التزامنا بأهمية العلوم والتكنولوجيا والهندسة والابتكار، كما يؤكد إيمان الجميع بأن العلوم تسهم في تمكين المرأة في العالم"، لافتة إلى أننا "سنحتفي بالنساء المتميزات في مجال العلوم، اللواتي تعتبر إنجازاتهن وقصص نجاحهن مصدرا للإلهام، ونموذجا تحتذيه الأجيال القادمة من النساء".

من جانبه، قال السفير الأميركي لورانس سيلفرمان إننا "نسعى الى الابتكار في العلوم والهندسة والتكنولوجيا، وندفع من أجل المساهمة في التنمية المستدامة من خلال تأهيل القادة في هذه المجالات العلمية المختلفة"، لافتا إلى أن "بلادي تشرفت منذ 6 سنوات بزيارة سمو أمير الكويت لترسيخ التعاون الثنائي بين البلدين، وتم خلاله التوقيع على مذكرات تفاهم بين البلدين في ما يتعلق بالدفاع والتجارة والتعليم وغيرها من مذكرات التفاهم".

وأضاف أن "ثمار هذه المذكرات تظهر اليوم جليا من خلال هذا المؤتمر الذي يعقد، مما يدل على زيادة أواصر التعاون بين أميركا والكويت، خصوصا أن وزير التربية وزير التعليم العالي د. محمد الفارس عاد للتو من أميركا لزيادة التعاون في القضايا التعليمية والثقافية بين البلدين".

ولفت إلى أن "أميركا أنشأت هذا العام وزارة علوم الطيران والتكنولوجيا، وتم تخصيص 200 مليون دولار، إضافة إلى تعهد المؤسسات لرعاية ودعم برامج تمكين المرأة في العلوم والهندسة والتكنولوجيا".

إنجازات نسائية

بدوره، أكد المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، د. عدنان شهاب الدين، أننا "نحتفل بالذكرى العاشرة للمؤتمر الذي يستهدف الاحتفاء بإنجازات القيادات النسائية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والابتكار، ودعم جهودهن لتحقيق المزيد من النجاحات".

وأشار إلى أن "تقرير اليونسكو للعلوم ذكر أنه في إطار المساعي التي تستهدف تحقيق الأهداف الموضوعة لعام 2030، فقد بلغت نسبة النساء من خريجي الجامعات في العالم 53 في المئة، في حين بلغت نسبتهن في مجال البحث العلمي 28 في المئة فقط، وتتباين هذه النسب تباينا واسعا بين الدول المختلفة، إذ بلغت نسبة مشاركة المرأة في المجال العلمي في دول الاتحاد الأوروبي 33 في المئة، في حين بلغت 37 في المئة في الوطن العربي"، مبينا أن "هناك إقبالا من النساء في الوطن العربي على التخصصات العلمية، بل وتفوق أعدادهن أعداد الرجال في عدد منها، كما يلاحظ تفوقهن في التحصيل العلمي نوعيا، لكن أعدادهن في المستويات القيادية العليا لا تعكس نسبتهن في سجل المتفوقين"، لافتا إلى أنه "وفقا لتقرير اليونسكو فإن المرأة العربية تجد نفسها فور انتهائها من دراسة التخصصات العلمية أو الهندسية قادرة على مواجهة التحديات المختلفة لإيجاد فرص عمل مجزية".

من جهتها، قالت المبعوثة الخاصة لليونسكو من أجل العلم والثقافة، الأميرة سمية بنت الحسن، اننا "نسعى إلى تحسين حياة المرأة ودعمها في مجالات العلوم والهندسة والابتكار"، موضحة أنه "بعد مرور 10 سنوات لانزال نتحدث عن الفروق بين الرجل والمرأة". وشددت على "ضرورة العمل على المساواة بين الرجل والمراة في جميع المجالات، وذلك من خلال منح المرأة الفرص المناسبة للعمل والقيادة في العلوم والهندسة وغيرها.

مناصب مهمة

قال الوزير الفارس إن "الكويت قطعت شوطا كبيرا في إضافة دور المرأة في المجتمع على جميع الصعد، واليوم هذا المؤتمر هو استكمال لهذا الدور، وتأكيد أن المرأة لها جهد كبير في المؤسسات العلمية، سواء جامعة الكويت أو الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، أو معهد الأبحاث العلمية وجميع المؤسسات التعليمية الأخرى"، مشيرا إلى أن "المرأة الكويتية تبوأت مناصب مهمة في هذه المؤسسات".