أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس بـ "مكانة" بلاده في الشرق الاوسط عازياً ذلك إلى السياسيات التي اتبعتها حكومته، محذراً في الوقت نفسه من مخاطر الانقسامات السياسية الداخلية.

وقال روحاني، في كلمة خلال إحياء ذكرى وفاة مصطفى الخميني في طهران أمس: "مكانة الأمة الإيرانية في المنطقة اليوم أكبر من أي وقت مضى"، ودافع عن الاتفاق النووي قائلاً :"خطونا في المنطقة خطوات صحيحة، وخطونا في القضية النووية خطوات صحيحة جداً، لم نخسر صناعتنا النووية، بل استعدنا حقوقنا".

Ad

وتساءل "أين من الممكن في العراق وسورية ولبنان وشمال إفريقيا والخليج اتخاذ قرار حاسم دون أخذ الموقف الإيراني في الاعتبار؟"، وحذر من جهة أخرى من الانقسامات بين المسؤولين في إيران. وقال "يجب ألا نعتقد بأن التعرض لجانب من النظام السياسي سيعزز فرعاً آخر، على العكس فكل نظام الحكم سينهار عندها".

وانتقد الرئيس الإيراني الموقف الأوروبي من المنظومة الصاروخية الإيرانية، مؤكداً أن قدرات بلاده الدفاعية ردعية لدفع أي تهديد عن إيران.

وقال: "خلال الحرب مع العراق أرسلنا إليهم سلاحاً للدفاعات الجوية صنع في أوروبا وهم كانوا متعهدين بصيانته، أرسلناه من طهران إلى أوروبا للتصليح، فقالوا لنا إنه لا يمكنهم تصليحه لأننا في حالة حرب، ثم طلبنا منهم إعادته فرفضوا لأننا كنا في حالة حرب".

وأكد روحاني، أن الأسلحة الإيرانية ردعية وينبغي أن نمتلكها كي ندفع عن البلاد أي تهديد، و"لا نهدف إلى شيء آخر سوى الردع"، مشيراً إلى أن الأسلحة، التي تمتلكها بلاده هي كالأسلحة الأخرى، التي تمتلكها جميع دول العالم.

وألقى روحاني كلمته غداة هجوم لاذع شنه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون من الرياض على إيران ودعاها إلى الانسحاب هي وميليشياتها من العراق، مؤكداً أن بلاده تعمل مع السعودية على بناء عراق قوي بعيد عن تأثير طهران.

ولم يرد روحاني تحديداً على تصريحات تيلرسون، لكن وزير خارجيته محمد جواد ظريف كتب على "تويتر" أنها مثال "للسياسة الخارجية الأميركية المشينة التي تتبع البترودولار".

وفي رد على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، قال ظريف إن "قوات مدافعي الحرم (ميليشيات موالية لإيران)، دافعت عن بغداد ودمشق وأربيل".

وكتب ظريف على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" المحظور في إيران: " إلى أي بلد يعود العراقيون الذي نهضوا للدفاع عن أنفسهم لمواجهة داعش؟" في إشارة إلى دعوة تيلرسون للميليشيات الموالية لإيران إلى مغادرة العراق.

من ناحيته، قال رئيس السلطة القضائية في إيران صادق آملي لاريجاني، إن "الأميركيين كانوا ينوون الإبقاء على داعش في المنطقة مدة عشرين عاماً"، لافتاً الى أن "القدرة الصاروخية لإيران للدفاع ولن يتم التفاوض حولها أبداً"، مضيفاً أن "وجود إيران في المنطقة ليس بقوة السلاح بل تمتلك مكاناً لها في قلوب شعوب المنطقة ووجودنا في سورية والعراق بناء على طلب رسمي من الحكومات الشرعية في هذين البلدين، وإيران دافعت عن شعبي سورية والعراق في أصعب الظروف التي لم يقف إلى جانبهما أي بلد".