يستضيف مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي على خشبة المسرح الوطني يومي الخميس والجمعة استعراض "إبحار في الزمن على طريق الحرير" من أداء فرقة مسرح كركلا، وبهذا الصدد أقيم صباح أمس مؤتمر صحافي حضره مدير العمليات بمركز جابر، فيصل خاجة، ومؤسس الفرقة عبدالحليم كركلا، وعميد التراث عمر كركلا، والشاعر طلال حيدر، والمخرج إيفان كركلا، والفنان رفعت طربيه.

بدأ اللقاء المفتوح مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية بعرض فيلم تسجيلي يستعرض تاريخ كركلا الممتد لأكثر من 50 عاما قدمت خلالهم الفرقة العديد من العروض الاستعراضية المميزة التي كانت خير سفير للبنان والوطن العربي في شتى أنحاء العالم.

Ad

من ثم تحدث خاجة قائلا: "صرح بهذا الحجم والمستوى هدية من سمو أمير البلاد لأبنائه يستحق ان يضم عرضا عالميا بمعنى الكلمة، ولا يشترط في العالمية أن يكون العرض من خارج حدود الوطن العربي، اليوم نعلن احتضان مركز جابر عروض فرقة كركلا التي بدأت مشوارها عام 1968 واستطاعت أن تتفوق على فرق أجنبية تسبقها في العمر والتجربة".

ووجه خاجة دعوة الى الجميع لمشاهدة جانب آخر من بيروت يتمثل في مقر مسرح كركلا، وقال: "أتمنى أن يزور كل من يقصد بيروت هذا الصرح المهم ويشاهد خلية العمل التي لا تهدأ ويطلع عن قرب على غرفة العمليات التي تحضر لأعمال كركلا.

بدوره، وجه عبدالحليم كركلا الشكر إلى إدارة مركز جابر على دعوتهم للكويت أرض الأصالة والوئام مجددا، وقال: "إنه ليس غريبا عليكم ما تفعلونه اليوم في دولة الكويت لأنكم من رواد الحضارة الذين كرسوا حياتهم للعطاء ولنهضة مجتمعهم وتطور الإنسانية فلا يقيم القيم إلا حاملها".

وأضاف: "ويمكننا اليوم أن نفاخر الأمم بهذا الصرح الحضاري العظيم "مركز الشيخ جابر الأحمد" لتتحقق أمنيات شعب الكويت الحبيب ويبقى دورهم رائدا في الوطن العربي، ويسعدنا أن نقدم لجمهورنا في الكويت أرقى ما توصل إليه مسرح كركلا من إبداع فني، ألا وهو "إبحار في الزمن" على طريق الحرير.

واستطرد مؤسس كركلا: "مسرحية نبحر معها جغرافيا وتاريخيا لإحياء إحداث مرت في التاريخ وأغنيت الحياة الإنسانية بعلاقات حضارية عميقة شكلت مسارا تاريخيا لعة شعوب وعهود وحوارا للحضارات، كما كانت مسرحيا لأشهر المغامرات والحكايات التي كرست التفاعل التجاري والحضاري والإنساني والثقافي الذي شكل إلهاما ينير خيال الكتاب والفنانين والشعراء، من هنا كان لابد لنا أن نعد عملا مستوحى من أحداث طريق الحرير، لنتعرف على عادات وتقاليد الشعوب وثقافتها".

وأوضح في السياق نفسه: "يشارك في هذا العمل الى جانب مسرح كركلا فرق من الصين والهند وأهم نجوم المسرح والغناء، الكوريغرافيا لأليسار كركلا والمستشار الثقافي الشاعر الكبير طلال حيدر والإعداد والإخراج لإيفان كركلا.

الكويت تحمينا

وأشار الفنان المخضرم أنه يدين للكويت كثيرا وطالما زارها مع مسرح كركلا وأضاف: "كانت الكويت تستضيفنا لاسيما خلال الحرب، وكأنها تريد أن تحمينا مما كان يحدث حينها".

وحول إمكان تقديم عمل ينهل من التراث الكويتي قال: "التراث الكويتي غني بمكوناته الإنسانية وشكله الفني، ولكن أي عمل فني يستغرق وقتا طويلا، ويتطلب استعدادات طويلة، وأتمنى مستقبلا أن تتحقق هذه الأمنية".

أما عن التحديات التي واجهت الفرقة قال: "وقت الحرب كل لبنان وقفت باستثناء فرقة كركلا والفضل يعود في ذلك إلى إخواننا العرب لأنهم منحونا حماية من تونس الى الجزائر الى الكويت، ونبقى في كل دولة شهرين وثلاثة، فالتحديات موجودة، والآن أبرزها أن نبقى بعيدا عن السياسة والطائفية، لأننا بالنهاية كلنا عرب". ثم كشف عن تدشين أكاديمية تحتضن مواهب الأطفال، وقال: "لدينا 2000 تلميذ في معهدنا لتأهيل كوادر محترفة".

بدوره، استعرض الشاعر طلال حيدر مجموعة من الأبيات التي سوف تتضمنها اللوحة الختامية للعرض، والتي صيغت خصيصا للكويت فقال: "دايم عزك يالكويت يا اللؤلؤة الضاوية/ صرت منارة حضارة للنفوس الأبية/ يلا يا حباب نوف وقفة سوية/ مدوا الأيدي افتحوا الأبواب للصلح وللحرية".

50 ألف متفرج

من جانبه، قال المخرج إيفان كركلا ردا على سؤال الجريدة حول رؤيته في "إبحار في الزمن" بداية أسجل تقديري وإعجابي بهذا الصرح الثقافي والفني الكبير، ونحن كعرب نفتخر بوجود كهذا مسرح في وطنا العربي، ومسرحية "إبحار في الزمن" افتتحناها في مهرجان بعلبك عام 2016 وكانت خصيصا بمناسبة الاحتفال بمرور 60 عاما على مهرجان بعلبك وفي الوقت نفسه بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس فرقة كركلا، المسرحية تحكي عن ثقافات العالم وطريق الحرير كيف جمع الناس ليس من خلال التجارة فقط، وإنما إنسانيا من خلال تبادل الثقافات والحضارات.

وزاد إيفان: "لذا يمكن القول إن العمل هو بمنزلة رسائل إنسانية عالمية بمشاركة أكثر من 100 فنان من مسرح كركلا ومن الصين والهند وإيطاليا، وإلى جانب الممثلين اللبنانيين، إضافة الى أكبر فريق فني من إيطاليا والديكور الذي صنع هناك أيضا، وسيصل إلى الكويت خلال ساعات، ولا ننسى أن كركلا اليوم تحتفظ بهويتها العربية، ولكن تقدم المسرح بلغة معاصرة عالمية، وقد بدأ "إبحار في الزمن" من بعلبك، حيث شاهد العرض ما يناهز الـ 50 ألف متفرج، ثم توجه إلى مسقط، والآن نحن في مركز الشيخ جابر الأحمد، على أن نتجه لجولة بالصين ولندن وباريس وأميركا.

"إبحار في الزمن" مسرحية غنائية راقصة على طريق الحرير لإيفان كركلا من بطولة هدى حداد، جوزيف عازار، سمون عبيد، رفعت طربيه، منير معاصري، إسكندر داوود، نبيل كرم، علي الزين، روميو الهاشم، هاشم مغريشي.