أجرى وفد من حركة «حماس» برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية صالح العاروري، أمس، سلسلة لقاءات مع قيادات إيرانية، في خطوة قد تثير تساؤلات بشأن تقارب الحركة مع مصر والسعودية.

واستقبل رئيس مجلس الشورى الإيراني «البرلمان» علي لاريجاني، أمس، في طهران وفد حماس، الذي التقى أيضاً علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، والأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني.

Ad

وأشاد ولايتي، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام أمس، بـ«رفض حماس التخلي عن سلاح المقاومة واعتبار هذا الأمر خطاً أحمر».

وبعد توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي «فتح» و»حماس» برعاية القاهرة في 12 الجاري، طالبت إسرائيل بنزع سلاح حماس في أي اتفاق فلسطيني.

وقبل يومين، طالب مبعوث الرئيس الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات الفلسطينيين بالالتزام بشروط اللجنة الرباعية الدولية، وبينها نبذ العنف والاعتراف باسرائيل.

وتحدثت مصادر مصرية عن اتفاق بين القاهرة و«حماس» لإشراك «فتح» بأي قرار للحرب تتخذه الحركة.

ورفضت «حماس» المطالب الإسرائيلية والأميركية بنزع سلاحها، وقالت إن سلاحها خط أحمر غير قابل للنقاش.

النونو

في المقابل، قال القيادي في «حماس» طاهر النونو، عضو وفد الحركة إلى طهران، «لن نتخلى عن أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة»، مضيفاً أن الحركة ترغب في «علاقات قوية» مع إيران ومؤكداً قطع «شوط كبير» في «تقوية العلاقات الاستراتيجية» بين الطرفين. ووصف النونو الزيارة الى طهران بأنها في «إطار العلاقات الثنائية مع دولة صديقة».

وكانت مصادر عدة استغربت انتخاب العاروري قبل أيام نائباً لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة. وتقول إسرائيل إن العاروري المقيم حالياً في لبنان محسوب على الجناح الإيراني في الحركة. وكان العاروري يقيم في قطر التي طلبت منه الرحيل أخيراً فانتقل إلى تركيا ثم إلى ماليزيا قبل أن يستقر في بيروت.

وتحدثت مصادر مصرية أن القاهرة طلبت من «حماس» الحد من تقاربها مع طهران.

السنوار

في سياق متصل، قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، أمس الأول، إن قطر لا تؤيد التقارب بين «حماس» ومصر، خصوصاً في جهود ملف المصالحة. وقالت فضائية «العربية» السعودية، إن السنوار رد على سؤال وجهه له أحد الشبان في قطاع غزة، خلال لقاء شبابي كان يحضره، عن إمكانية تواصل «حماس» مع قطر لدفع رواتب موظفيها في غزة إلى حين انتهاء اللجنة القانونية التي تم الاتفاق عليها في القاهرة، بالقول: «إن قطر غير راضية عن حماس بسبب بعض خطواتها».

وكانت حركتا فتح و»حماس» وقعتا اتفاق المصالحة الفلسطينية رسمياً في 12 أكتوبر الجاي بالقاهرة، وذلك بحضور اللواء خالد فوزي رئيس المخابرات المصرية.

واتفقت الحركتان على تمكين الحكومة الفلسطينية من العمل على كافة التراب الفلسطيني، في قطاع غزة ورام الله، بموعد أقصاه 1 ديسمبر من العام الجاري.