فجر أول رد أميركي واضح على اتفاق المصالحة الفلسطينية التاريخي غضب حركة "حماس"، التي رفضت بشدة أي مطلب لنزع سلاحها أو انتزاع اعترافها بإسرائيل.

وعقب أسبوعين من المصالحة، التي ألقت مصر بثقلها لإنجاحها وأنهت عقداً من القطيعة، طالب مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات أي حكومة وحدة فلسطينية يمكن أن تشكلها حركتا "فتح" و"حماس" بأن تعترف بإسرائيل وتنزع سلاح الحركة الإسلامية، التي تسيطر على قطاع غزة.

Ad

وفي بيان نشرته القنصلية الأميركية في القدس، شدد غرينبلات على أن "الولايات المتحدة تؤكد من جديد أهمية التقيد بمبادئ اللجنة الرباعية ألا وهي أن أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم التزاماً لا لبس فيه بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة الموقعة بين الطرفين، بما في ذلك نزع سلاح الإرهابيين والالتزام بالمفاوضات السلمية".

وقال غرينبلات: "إذا كانت حماس معنية بأي دور في حكومة فلسطينية، فيجب عليها أن تقبل هذه المتطلبات الأساسية"، مضيفاً: "يتفق جميع الأطراف أن من الضروري، أن تتمكن السلطة الفلسطينية من تسلم زمام مسؤولياتها المدنية والأمنية الكاملة وبشكل حقيقي ودون معوقات في غزة، وأن نعمل سوياً لتحسين الحالة الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون هناك".

وبينما رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تفرض حكومته منذ عشر سنوات حصاراً جوياً وبرياً وبحرياً على غزة، بهذه المطالب، رفضت "حماس" رفضت الشروط الأميركية، ووصفتها بأنها "تدخل سافر" في الشؤون الفلسطينية.

وأكد رئيس "حماس" في غزة يحيى السنوار أن "لا أحد في الكون" يستطيع انتزاع اعتراف حركته بإسرائيل أو نزع سلاحها. وقال: "سنواصل امتلاك القوة لحماية شعبنا"، مضيفاً: "نحن مقاتلو حرية وثوار من أجل حرية شعبنا، ونقاتل الاحتلال وفق قواعد القانون الدولي الإنساني".

وأضاف السنوار، في تصريح وزعته الحركة، "لن يرى جنود الاحتلال الأسرى النور حتى يراه أسرانا، أمثال حسن سلامة وعباس السيد ومحمود عيسى ومروان البرغوثي وأحمد سعدات".

وقبله، قال القيادي في "حماس" باسم نعيم: "من حق شعبنا أن يختار حكومته حسب مصالحه الاستراتيجية العليا، وبيان غرينبلات يشكل انتكاسة لتصريحاته السابقة الداعمة للمصالحة الفلسطينية"، مؤكداً أنه جاء "بضغط من حكومة نتنياهو المتطرفة اليمينة ويتناغم مع بيانه قبل يومين".