كيف بدأت مشوارك في السينما؟

Ad

أنا صانع أفلام مستقل. أعمل في السينما منذ عشر سنوات، مصوراً ومخرجاً وكاتب سيناريو ومنتجاً. لست خريج معهد السينما، ولكني تعلمت هذه الصناعة من خلال ممارستي لها.

يُعرض لك راهناً فيلم «صيف تجريبي»، من أين استوحيت فكرته؟

يحق لأي شخص أن يصنع أفلاماً، حتى إن استعان بكاميرا الهاتف المحمول فحسب. لذا فكرت في إطلاق فيلم عن صناعة الأفلام، خصوصاً أنني أعرف أشخاصاً غير قادرين على ذلك لعدم توافر الأموال لديهم أو لأسباب أخرى تعوقهم عن حلمهم. ولإيماني بضرورة أن نقاوم ونقدم أفلاماً ترى النور ولا تجد رقابة ضدها، قدمت مشروعي الذي تدور أحداثه حول فيلم ممنوع من العرض منذ سنوات حتى أصبح أيقونة لأن الناس لم يشاهدوه على غرار «الممنوع مرغوب»، وهو إن لم يمنع لمرّ مرور الكرام.

هل كانت لك تجارب في منعك من التصوير أو مع جهات رقابية؟

قبض عليّ مرات عدة لعدم حصولي على تصاريح للتصوير، وإن ذهبت إلى ميدان طلعت حرب الآن ومعي كاميرا فسأتعرض للمساءلة فوراً.

اعتمدت في فيلمك على المشاهد الطويلة. هل اخترت ذلك لتكون بعيداً عن المساءلة القانونية أم أردت توجيه رسالة ما؟

كنت في الفيلم حراً تماماً أثناء التصوير، لإداركي أن أقصى أمر قد يحدث اعتقالي ومسح المادة المصورة. ولكني لم أكن مهتماً بذلك. ورغم أنني تعرّضت لمضايقات في أماكن عدة فإنني كنت مصراً على إتمام عملي بأية طريقة، من ثم صوّرت مشاهد طويلة وقصيرة عدة على حسب إيقاع المشهد، بما يخدم رؤيتي.

خارج التركيز

ظهرت مشاهد عدة خارج نطاق التركيز، هل كانت مقصودة أم أن الإمكانات هي التي أدت بك إلى هذه النتيجة؟

في تصوري لا قواعد ثابتة في السينما، فهي فن عمره مئة عام فقط، ويجب أن نختبر أموراً عدة لنعرف كيف نتعامل مع أية جماليات جديدة، فالمسلسلات والأفلام تشبه بعضها بعضاً، فأول فيلم في العالم كان تجريبياً لشخص كان يختبر كاميرته من خلاله، وفعلاً نجح الفيلم حتى وصلنا إلى المستوى الموجود. شخصياً، قررت عدم الاستعانة بمهندس للصوت ليكون الممثلون على طبيعتهم طوال الوقت، ولا أضطر إلى إجبارهم على وضع ميكروفونات وغيرها من مختلف الأعباء. عموماً، لم أحب التعامل وفقاً للتتابع الممل والرتيب الذي يتكرر منذ سنوات، ما أعطى نوعاً من الواقعية للفيلم.

التمويل هو أول مشكلة تواجه صانعي السينما المستقلة، كيف واجهت ذلك في «صيف تجريبي»؟

صورت الفيلم من دون تمويل، وبعد انتهائي عرفت أن «مؤسسة الدوحة» تقدم منحة للأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج كالمكساج وغيره، فتقدّمت إليها ونلت منحة على الألوان وشريط الصوت، واضطررت إلى عمل شريط الصوت surround ليُقبل الفيلم في المهرجانات التي ترفض «الستريو» رغم أنني بدأت تصوير الفيلم على هذا النحو.

هل خططت للمشاركة في مهرجان برلين، وكيف شاركت بالفيلم؟

كنت منذ البداية أسعى إلى تقديم الفيلم من دون أن يشغلني مكان عرضه. لكن كأي مخرج أريد أن أعرض أعمالي في مهرجان «كان» و«البندقية» و«برلين»، فأرسلته إلى الأخير قبل انتهائه وأخبرني المسؤولون بالموعد النهائي لإرسال الفيلم كاملاً، ثم أخبروني بقبوله، وكانت سينما «زاوية» معي كموزع قبل انتهائه بعام تقريباً وعرضناه فعلاً.

«زاوية»

تعتبر «زاوية» سنداً لصانعي الأفلام المستقلة، كيف ترى التعاون معها؟

«زاوية» هي المسؤولة عن توزيع الفيلم ووقعت معها قبل انتهاء مونتاج الفيلم، وحين شاهده القيمون عليها أعجبوا به وبنوعيته، ودعموه عن طريق توزيعهم له.

خلال ثلاثة أسابيع من العرض في «زاوية»، كيف ترى ردود الفعل؟

سعيد للغاية بردود الفعل. كنت واثقاً في المنتج الذي شاهده كثيرون، من بينهم أشخاص يشاهدون للمرة الأولى فيلماً مستقلاً، وجاءت ردود الفعل حوله متباينة، فالبعض أحبه للغاية والبعض الآخر كرهه، وثمة من لم يفهمه، وهذا بالنسبة إليّ إنجاز لأن عرض الفيلم في قاعة كبيرة أسابيع عدة يؤكد نجاحه، وقد تمكّنا فعلاً من الوصول إلى شريحة كبيرة من الناس.

دروس وجديد

يقول محمود لطفي إن من يسعى إلى تقديم فيلم عليه أن يجتهد من دون النظر إلى التمويل والظروف، ولا يخاف من الجمهور، «فقد أرضي الأخير ولكن لا أكون راضياً عن نفسي، وللمرة اﻷولى أقدِّم فيلماً طويلاً وأمرّ بمراحله كافة، وتعلمت من خلاله أموراً كثيرة من بينها التوزيع أيضاً».

وحول جديده يذكر: «أعمل على فيلم تسجيلي مع أحد الأصدقاء كمدير تصوير. كذلك أحضِّر لفيلم جديد حركة وكوميديا، وهو مختلف وأحداثه لافتة».