أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، بانسحاب جميع الجماعات المسلحة في كركوك، والإبقاء على الشرطة المحلية وجهاز مكافحة الإرهاب فقط، بعد الحديث عن انتهاكات واستفزازات قام بها عناصر الحشد الشعبي.

وقال العبادي، في بيان، إن «القوات الأمنية في محافظة كركوك مكلفة حماية أمن وممتلكات جميع المواطنين بمختلف أطيافهم».

Ad

وأكد أن «الأمن في كركوك مستتب وتحت سيطرة الشرطة المحلية وبإسناد من جهاز مكافحة الارهاب»، موجهاً بـ «منع وجود أي جماعات مسلحة اخرى في المحافظة».

بدوره، أكد قائد عمليات دجلة العراقية، اللواء الركن علي عمران، أمس، أن «العمل الأمني في داخل كركوك منوط حصراً بقوات الشرطة المحلية التي ستلاحق المجرمين والمسلحين وتحيلهم إلى القضاء العراقي».

وقال عمران: «صدرت الأوامر بمنع المظاهر المسلحة داخل المدينة، وستكون هناك عقوبات صارمة ضد كل من يحمل السلاح في الشوارع».

وأكد مسؤول الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة كركوك، آسو مامند، في مؤتمر صحافي عقده، أمس، في مدينة كركوك أنه تلقى تأكيدات بأن «قوات الحشد الشعبي ستنسحب من المحافظة خلال الأيام المقبلة».

انتهاكات وانسحاب

جاء ذلك، بعدما أفادت وسائل إعلام كردية، أمس، بانتهاكات واسعة قام بها مقاتلو الحشد الشعبي في كركوك وطوزخرماتو وعدد من المناطق التي دخلوا إليها. وأثار مقطع فيديو لأحد عناصر الحشد الشعبي وهو يرفع صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي داخل مبنى إدارة مجلس محافظة كركوك غضب الأكراد.

ونفت مصادر عراقية صحة الفيديو، وقالت انه قديم، بينما توعد العبادي بمحاسبة وسائل الإعلام التي تثير الفتنة متحدثا عن فيديوهات مزورة.

وقامت قوافل سيارة من «الحشد» باستعراض داخل كركوك رافعة رايات مذهبية، بينما في طوزخرماتو خرج مئات الأكراد في تظاهرة أمام مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني متهمين الحزب بـ «الخيانة»، فيما قامت قوات أمن عراقية وأخرى من «الحشد» بحماية مقر الحزب.

البرلمان

الى ذلك، أجل برلمان كردستان جلسة كانت مقررة أمس، الى إشعار آخر، وسط خلافات بين الكتل حول إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية مطلع الشهر المقبل. وكان رئيس برلمان إقليم كردستان يوسف محمد، الذي ينتمي الى حركة التغيير التي انشقت قبل سنوات عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، شن هجوما عنيفا على البارزاني، ودعاه إلى «التنحي عن السلطة وتقديم خدمة كبيرة لشعب كردستان». وفي وقت لاحق أعلنت مفوضية الانتخابات في اقليم كردستان تعليق العمل بإجراءات الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي كانت مقررة مطلع الشهر المقبل.

وجاءت هذه التطورات وسط ضغوط سياسية على البارزاني من قبل خصومه السياسيين، في وقت بدأت أوساط حزبه تتحوف من أن «الانقلاب الميداني» الذي أجبر البيشمركة على التخلي عن المناطق المتنازع عليها قد يستكمل بـ «انقلاب سياسي» يؤدي الى تكبيد البارزاني خسائر سياسية كبيرة داخل مؤسسات الإقليم.

كوسرت رسول

وقال نائب رئيس إقليم كردستان، النائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، كوسرت رسول علي، في بيان أمس، إن «مسؤولية كارثة كركوك وطوزخورماتو وجميع الخسائر البشرية والمادية والمعنوية الأخرى لشعبنا يتحملها هؤلاء من غير الناضجين في الاتحاد الوطني»، مضيفا، أن «بعض الأشخاص الذين انحرفوا عن نهج الاتحاد دون العودة لقيادة حزبنا أقحموا أنفسهم في الصفحات السوداء لتاريخ شعبنا خلال هذه الأحداث، حيث تعاونوا مع المحتلين بهدف الحصول على بعض المكاسب الشخصية والمؤقتة».

وأوضح أن «تكالب المحيطين، وعدم التكافؤ في القوة وشراسة الصراع إلى جانب الدور غير الجماهيري للأيادي السوداء في الداخل، والذي أصبح سببا لإخلاء جزء مهم من الجبهات والتخلي عن إسناد القوات لمصلحة الأعداء، أصبح سببا في الإصرار على عدم التراجع عن مكاسب شعبنا وتحقيق أهدافنا الوطنية».

عزل كريم

إلى ذلك، صادق الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أمس، على إقالة محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم، بناء على قرار سابق بإقالته من البرلمان العراقي استنادا الى قانون المحافظات، وكذلك استنادا لمصادقة المحكمة الإدارية على إقالته.

وكريم هو قيادي قوي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وينتمي الى الجناح الاستقلالي في الحزب المؤيد للاستتفاء.

إردوغان

وتوعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، بـ «عدم مسامحة» إدارة إقليم كردستان بسبب «استقبالها» حزب العمال الكردستاني، فيما أكد أن أنقرة ستتواصل «فقط» مع الحكومة الاتحادية العراقية.

وأكد إردوغان أنه «ليست لدينا أطماع في أراضي العراق وسورية، وليست لدينا عداوة مع إخوتنا الأكراد»، معتبرا أن «إدارة إقليم شمال العراق تسرعت بإجراء الاستفتاء، وستدفع ثمن تصرفها»، ماضيا إلى القول «أغلقنا المجال الجوي مع إقليم شمال العراق، بسبب ما أقدموا عليه، وسنتواصل فقط مع الحكومة المركزية في بغداد».

اقتحام أكراد

إلى ذلك، أبدت وزارة الخارجية العراقية، أمس، استياءها من قيام مجموعة «خارجة عن القانون» باستهداف مبنى القنصلية العراقية في مدينة مانشستر البريطانية بقنابل المولوتوف من قبل محتجين أكراد، وذلك بعد هجوم مماثل على السفارة في لندن.

واقتحم متظاهرون غاضبون من سيطرة القوات العراقية على المناطق المتنازع عليها في شمال العراق، مبنى السفارة العراقية في مدينة أتاوا الكندية، واعتدوا على أحد موظفي السفارة.