كيف توصلت إلى فكرة فيلم «الشيخ جاكسون»؟

دار حديث أمامي بين مجموعة من الفتيات حول جار لهن كان يرقص بطريقة مايكل جاكسون، وكن يتابعن رقصه من خلال نافذة صغيرة تُطل عليه، فتساءلت بيني وبين نفسي: أين هذا الشخص بعد وفاة مايكل جاكسون، وهل تغيَّر بعد المدّ السلفي إلى شخص متدين؟ كتبت معالجة لهذه الفكرة من 11 صفحة، وعن طريق أحد الأصدقاء التقيت المخرج عمرو سلامة، وعرضت عليه الفكرة فوافق عليها، وبدأنا الكتابة والتعديل والتحضير لها.

Ad

هل تعتبر الفيلم نخبوياً إلى حد ما؟

ثمة أفلام مهمة فنياً وليست جماهيرية، لكن هذا الأمر لا ينطبق على «الشيخ جاكسون»، إذ يتناول قصة يعانيها جيل كامل، وهي الانفتاح على الثقافة الغربية وفي الوقت نفسه وجود مد أصولي يتزايد بشكل واضح في الشارع والتلفزيون. كذلك يتناول فكرة السلطة الأبوية ومحاولة فرض سيطرتها مع هذا الانفتاح الحضاري. هذه أفكار واقعية وليست فلسفية عالجها عمرو سلامة بمنتهى البساطة، وصلت إلى الجمهور الذي شاهد الفيلم كما أردنا.

السلفيون

كيف تعامل الفيلم مع السلفيين في هذا التوقيت تحديداً؟

تعمد الفيلم الابتعاد عن أي توجه سياسي موجود في الشارع، فلم يحمل أي تشويه أو إهانة. قدمنا شخصية السلفي الدعوي وأزمته الخاصة، وظهر بشكل لطيف وغير متشدد، بالإضافة إلى أن لي كثيراً من الأصدقاء السلفيين، وعمرو سلامة نفسه «سلفي إلى حد ما» بلا تشدد أو تزمت، وهو ما نهدف إليه من خلال هذا العمل.

ولكن واقعياً الشيخ السلفي عندما يُعاني نفسياً لا يذهب إلى طبيبة نفسية. ما ردك؟

دارت حول هذا السؤال مناقشات عدة أثناء التحضير، والإجابة واضحة وهي أن ثمة فرقاً بين السلفي الدعوي الذي لا يهتم إلا بالدعوة وتوزيع الأدعية والشرائط الدينية وبين السلفي الجهادي الذي يُكفر المجتمع ككل وينضم إلى داعش والتنظيمات الإرهابية، علماً بأنهما يتفقان في بعض النقاط. لكن الشيخ خالد في الفيلم سلفي ينتمي إلى الطبقة المتوسطة العليا، من ثم لا مانع من أن يذهب إلى طبيبة نفسية عند مروره بأزمة.

أغانٍ وجائزة

لماذا يخلو الفيلم من أي موسيقى أو أغنية خاصة بمايكل جاكسون؟

بحسب معلوماتي، عمرو وشركة الإنتاج حاولا التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن مع الشركة المالكة لحقوق أغاني مايكل جاكسون، لكن ذلك لم يتحقق. ربما يكون بسبب المقابل المادي، أو عدم رغبة الطرف الثاني في انتشار الأغاني بهذا الشكل. بالإضافة إلى أن الفيلم لا يتحدث مباشرة عن جاكسون أو أعماله، بل الأخير طرف في الصراع الذي يعيشه البطل.

هل توقعت حصول الفيلم على جائزة من مهرجان الجونة؟

توقعنا ذلك لما ناله من إشادات، لكن ثمة لجنة تحكيم ولها وجهة نظر لا بد من احترامها، بالإضافة إلى أن «فوتوكوبي» فيلم متميز استحق الجائزة عن جدارة.

كيف ترى ترشيح الفيلم للأوسكار والأزمة التي صاحبته؟

ترشيح الفيلم للأوسكار خطوة جيدة، والأهم بالنسبة إلينا أن يصل إلى التصفيات النهائية. عموماً، هذه الأزمة ليست الأولى في هذا المجال، وبغض النظر عنها أتمنى أن نصل إلى مكان مهم يصنع إنجازاً للسينما المصرية كلها.

عرض وورش

ما رأيك في توقيت عرض الفيلم؟

توقيت العرض أمر خاص بالمنتج والموزع، لكن أرى أن طرحه في هذا الوقت يشكِّل فرصة لابتكار موسم سينمائي جديد، بعيداً عن المواسم التقليدية التي لا تناسب طبيعة هذا المشروع، وأتمنى أن يُشاهده قطاع كبير من الناس، خصوصاً الشباب لأنهم أكبر كتلة في الجمهور، وهم المعنيون بهذا العمل.

ما رأيك في ورش الكتابة؟

لم أشارك في أي منها ولم أتابعها. ولكن في رأيي أن الأزمة ليست في نوع الكتابة، فردية أو من خلال الورش، بل في المنظومة ككل. إذ لا تبدأ الكتابة إلا بعد وجود المنتج، الذي يطالب بالإسراع في تنفيذ العمل بأي شكل لسرعة دوران رأس المال، والتجارب الخاصة مثل «الشيخ جاكسون» تجد صعوبة في التنفيذ وتأخذ وقتاً طويلاً لتخرج إلى النور.

أعمال مقبلة

حول جديده يقول عمر خالد: «بدأت منذ فترة بكتابة فيلم بعنوان «الأوباش» مع المخرج محمد الزيات، وهي أول تجربة إخراجية له، وتسير ببطء لتخرج بالشكل الذي يرضيني. كذلك لدي مسلسل «ما وراء الطبية» مع عمرو سلامة، جارٍ التحضير له. وما يجهله البعض أني في الأساس درست الإخراج السينمائي، وأبداً خلال الفترة المقبلة العمل على مشروعي الخاص كـمخرج»