لا يزال الترقب سيد الموقف في إيران بانتظار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استراتيجية جديدة شاملة للتعامل معها، قد تشمل الانسحاب من الاتفاق النووي، وإدراج قوات الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية.

وشارك وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف في جلسة خلف الأبواب المغلقة لمجلس الشورى (البرلمان)، أمس، لبحث السياسة الخارجية للبلاد، في حين كان المصرف المركزي الإيراني يكافح للجم هبوط قوي لسعر صرف العملة المحلية على بعد بضعة شوارع من هذا المجلس.

Ad

وأكد أحد النواب المشاركين في الجلسة، لـ«الجريدة»، أن ظريف رسم عدة سيناريوهات محتملة لاستراتيجية ترامب المرتقبة، منها إعلانه الخروج من الاتفاق وهو الأمر المستبعد، أو استمراره في التلاعب بإيران والمجتمع الدولي كل ثلاثة أشهر، قبيل تقديمه تقريراً للكونغرس حول التزام طهران، أو رمي الكرة في ملعب الكونغرس والنأي بنفسه عن الاتفاق.

وأضاف النائب الذي رفض ذكر اسمه، أن ظريف قال إن «التحليلات الإيرانية تظهر أن الاحتمال الثاني هو الأكبر، وأن الأخير محتمل، لكن في كلتا الحالتين ستكون المشكلة التي تواجه إيران أن معظم المؤسسات والشركات والمصارف الدولية ستكون متخوفة من دخول السوق الإيراني، لأنها تريد أن تكون لديها ضمانة بأن استثماراتها مؤمنة مدة طويلة».

ومنع المصرف المركزي الإيراني الصيارفة من العمل أمس وأمس الأول لوقف التعامل بالعملات الصعبة، في حين واجهت بورصة طهران هبوطاً شديداً في مستواها بسبب محاولة المستثمرين بيع أسهمهم وشراء العملات الصعبة.

وكافح «المركزي»، أمس، للجم ارتفاع سعر العملات الصعبة، وخاصة الدولار الأميركي في السوق المحلي، والذي بدأ تصاعده خلال الأسبوعين الماضيين بشكل متزايد، وتخطى مستوى 41 ألف ريال إيراني.

في سياق متصل، أثار وضع وزارة الخارجية الأميركية مكافآت تصل إلى 12 مليون دولار لمن يقدم معلومات عن اثنين من أبرز قيادات «حزب الله» هما طلال حمية وفؤاد شكر، حالة من الصدمة في بيروت، وخصوصاً أن ذلك الإجراء ترافق مع هجوم سياسي قوي على الحزب وضغوط على الحكومة اللبنانية الائتلافية المنضم إليها للمشاركة في «الحرب عليه».

من الناحية الأخرى، جاءت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان التي اعتبر فيها أن الجيش اللبناني سيكون طرفاً في أي حرب تشنها إسرائيل على حزب الله، واصفاً الجيش بأنه أصبح جزءاً من منظومة الحزب، لتطلق تساؤلات عن مدى إمكان الحكومة بل المجتمع اللبناني بأسره تحمل الضغوط الآتية، والتي قد تكون إجراءات ترامب وتصريحات ليبرمان مجرد عنوان تمهيدي لها.

وفي خطوة تعكس تريثاً، نفى الجيش اللبناني، أمس، خبراً نقل عن مصدر عسكري باستعداده للمواجهة مع إسرائيل، مؤكداً أنه

لا يأخذ تهديدات ليبرمان على محمل الجد.