لنرتقِ في الحوار، فكلما مر يوم ازددنا خبرة بأن هناك من يرون أن عدم احترام الرأي الآخر ولغة الصياح من وسائل جلب احترام الناس وأخذ الحقوق، حيث تناسوا الفرق بين ذلك واغتصاب الحقوق، ومع أن الاختلاف لا يفسد للود قضية، فإنهم تناسوا أن يتعلموا أن الاختلاف في الرأي يفسد ود من لا رأي له.

إن النقد أو التعبير عن الاختلاف يجب أن يتم بمعارضة الفكرة أو الموقف لا التعرض للشخص نفسه، ولكي يصل الإنسان إلى قمة الرقي في الحوار فإن عليه أن يحكم عقله، فالذي يرتضيه لنفسه يجب أن يرتضيه لغيره، ولا بد أن نستمع للرأي الآخر ونحترمه ولو كان خطأ، ولا بد أن نقابله بالمثل، ولكي نصل إلى إنسانيتنا علينا بكل رحابة عقل متفتح أن نتقبل التعارض والاختلاف في الآراء، ولا يأتي ذلك إلا عندما نحترم ذواتنا.

Ad

التصلب في الرأي وتسفيه الرأي الآخر أو التقليل من شأنه كلها أمور تحصل بين من يدّعون ويكنون أنفسهم بالنخبة السياسية والأكاديميين والدعاة الإسلاميين، وواقع المغردين يؤكد الفرق بين حرية الرأي والخروج عن المألوف، وهذا ما يؤدي إلى أمور خارج القانون، فلكل واحد الحق في طرح رأيه بحرية، ولكن من دون التسفيه والفجور في الخصومة والتقليل من شأن الرأي الآخر.

إن احترام الإنسان لذاته وفكره هو الأساس في تجسيد مبدأ احترام الرأي الآخر، كما أن الابتعاد عن التعصب والفجور في الخصومة ضروري، فمتى نتعلم احترام الرأي الآخر؟