من هو الدكتور ماكس غيرسون؟

Ad

في بداية القرن العشرين، كان ماكس غيرسون جراح أعصاب واكتشف، بعد بحوث طويلة، نظاماً غذائياً نباتياً لمعالجة نوبات الصداع النصفي علماً بأن أحداً لم يحقق هذا الإنجاز قبله، ولا حتى أساتذته. لاحقاً، اكتشف مصادفةً أن نظامه يشفي أيضاً المصابين بالسل والسرطان وأمراض أخرى. وكان أول من فهم أنّ الشفاء من الأمراض لا يحصل عبر استهداف المرض وطمس الأعراض كما يفعل الطب الغربي، بل عبر استهداف مصدر المشكلة. ويرتبط ضعف الجسم المنهجي بعاملٍ يمنعه من أداء وظائفه بشكل طبيعي.

أدرك الدكتور غيرسون إذاً ضرورة التركيز على تجديد وظائف الجسم عبر التخلّص من الأسباب التي تعوق عمله. ربما ترتبط تلك الأسباب بنقص غذائي، ما يعني أن الجسم لا يجد في الغذاء الذي يستهلكه العناصر اللازمة كي يعمل بشكل سليم، أو ترتبط بتسمم سببه الملوثات المستفحلة في العالم المعاصر. تؤدي هذه الظروف إلى اختلال توازن الجسم ونشوء التهابات وأمراض.

ما أهمية العصائر الطازجة والأغذية النيئة؟

وفق البروتوكول المرتبط بشفاء المصابين بأمراض حادة، يوصي الدكتور غيرسون باستعمال عصائر نباتية وبتطهير الجسم من السموم عبر حقن القهوة العضوية. من الواضح أننا نعيش في عالم ملوث لأن الزراعة المعاصرة تستعمل مبيدات الأعشاب والحشرات والفطريات واليرقات ومختلف المنتجات الكيماوية المعاصرة والمأكولات المعدّلة وراثياً، وينتج القطاع الغذائي منتجات لذيذة من دون أن تحتوي على عناصر صحية مثل الفيتامينات والمعادن والأنزيمات والألياف.

وفق مبادئ علم الأحياء الأساسية، تحتاج الخلايا إلى تلك العناصر كي تعمل بشكل سليم من ثم يحافظ الناس على صحة جيدة، لذا يسهل أن نفهم ما جعل طريقة «غيرسون» تعطي نتائج استثنائية مقارنةً بالوسائل المستعملة في الطب التقليدي الذي يلجأ إلى العلاج الكيماوي (سمّ) والأشعة (حرق) والجراحة (عملية اجتثاث)، ولا يوقف تطور السرطان بل يؤخر آثاره في أفضل الأحوال بضع سنوات.

حقنة القهوة وتنظيف الجسم

تساعد حقنة القهوة العضوية الكبد على التخلص من السموم. من المنطقي ألا يتحقق الشفاء من أي مرض عند ضخّ سموم إضافية في الجسم. تعكس التفسيرات الخاطئة اليوم جهلاً واضحاً للعناصر التي يحتاج إليها الجسم كي يعمل بشكل سليم. لا يمكن اكتساب هذه المعرفة في مدارس الطب التي تخلو من حصص التغذية وتروّج لاستعمال الأدوية مع أنها عبارة عن سموم لها آثار جانبية. كان فولتير يقول إن دور الطبيب يقضي بالاعتناء بالمريض إلى أن تأخذ الطبيعة مجراها.

يشكّل العصير الطازج جزءاً من العلاجات البديلة في الحقبة المعاصرة ويحقّق نتائج ممتازة. تقدّم الطبيعة مقاربة عبقرية للشفاء من مختلف اضطراباتنا. توصي طريقة غيرسون بتناول المأكولات المطبوخة وسهلة الهضم واستعمال عصائر الخضراوات والفاكهة لإعادة بناء جهاز المناعة والسماح له بأداء عمله. يشتق 80 % من السعرات الحرارية في هذا النظام من العصير الطازج الذي يوفر الأنزيمات الضرورية ويشمل أيضاً ثلاث وجبات أساسية من الخضراوات المطبوخة يومياً.

تُعتبر القهوة إحدى أكثر الوسائل فاعلية للتخلّص من السموم. يجب أن تكون العناصر كافة عضوية وطبيعية طبعاً كي لا يتسمّم الجسم. ولا يحتاج المنتج الطبيعي والصحي إلى أي غلاف لتحديد مواصفاته.

تعتبرين السكري مشكلة مرتبطة بالكولسترول.

عند الإصابة بالنوع الثاني من السكري، يمنع الكولسترول الأنسولين من تنفيذ عمله عبر إعاقة مستقبلات المغذيات التي تصل إلى الخلايا. يجب ألا ننسى أن تلقي كمية مرتفعة من الأنسولين يطرح مشكلة كبيرة بالنسبة إلى مرضى السكري لأنهم ينتجون نسبة عالية من الأنسولين لكن يسيء جسمهم استعماله. يُعتبر الأنسولين أيضاً هرمون الشيخوخة!

من المعروف أن الامتناع عن الأكل لفترات طويلة جزء من معالجة الأمراض لكنه لا يدخل في إطار طريقة غيرسون.

لا توصي طريقة غيرسون بهذه المقاربة لأنها لا تقدم الطاقة التي يحتاج إليها جهاز المناعة لمحاربة الأمراض التي يعتبرها الطب التقليدي «مزمنة». لمتابعة العيش، يحتاج الجسم إلى الطاقة ولا يمكن الحصول عليها إلا عبر الأكل. الأكيد أن الامتناع عن الأكل يسمح بالتخلص من كمية سموم كبيرة، لكنه لا يضمن الطاقة اللازمة لمواجهة الأمراض الحادة.

لا يمكن متابعة هذه المقاربة على مر أشهر عدة للتخلص من سموم العلاج الكيماوي مثلاً. تشير التجارب إلى أن الأمراض المزمنة تشتق من النقص الغذائي ودرجة من التسمم. تقضي أفضل مقاربة بتناول مأكولات غير ملوثة وغير معدّلة وغير سامة وإعطاء الجسم الغذاء والطاقة كي يقوم بعمله.

قد تكون طريقة غيرسون معروفة بمعالجة أمراض السرطان وتحقيق نتائج أفضل من تلك التي يسجلها الطب التقليدي، لكنها فاعلة أيضاً للشفاء من أمراض أخرى مثل السكري والتهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم والوزن الزائد... أي 99 % من الأمراض المزمنة.