هجوم كاسح طالني وغيري عبر حسابي في "تويتر"، منطلقاً من حسابات مجهولة الهوية بمجرد توقيعنا على بيان صدر من ثمانين شخصية من رجال الكويت ونسائها، ثم انضم إليهم ما يزيد على أربعمئة توقيع خلال ساعتين من صدور البيان.

الموقعون لا يجمعهم رابط إلا حبهم للكويت ونسيجها الاجتماعي وأمنها الوطني، مثلما يجمعهم تقديرهم المستحق لرجال من بلدهم "صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً".

Ad

الموقعون يَرَوْن أن صالح بن يوسف الفضالة، هو مواطن مخلص، وواحد من أولئك الرجال النماذج، الواجب شكره وتقديره، لا رجمه وتقذيعه بأغلظ الألفاظ بالصوت والصورة من أمام موقع عمله الرسمي، وعلى مرأى ومسمع من المارة ورجال الأمن، وعبر البث المباشر أو شبه المباشر لوسائل التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء والإخباريات الإلكترونية، وذلك بالتوازي مع جحيم متسارع لا يرحم من الشتائم والتعريض الممنهج بشخصه والعاملين معه من حسابات أغلبها لأشباح وأسماء وهمية، انطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا لسبب إلا لأن الأخ صالح الفضالة ومعاونيه حرصوا على بناء سياج واق للأمن الاجتماعي للكويت ممن حاول اقتحامه عبر ادعاءات ما يقرب من المئة ألف إنسان بعد التحرير بأنهم "بدون"، بل وكويتيون مسلوبو الهوية، لكنها ادعاءات لم تصمد طويلاً أمام منهجية البحث والتقصي التي اتبعها جهاز "البدون"، ليفرز الغث من السمين، ويشرّح تلك الادعاءات لتنتهي الأعداد إلى بضعة آلاف بعد مغادرة عشرات الآلاف إلى بلدانهم الأصلية، وتحول البعض الآخر إلى مقيمين شرعيين كغيرهم، واستمرت جهود إثبات انتماءات المتبقين من فئة البدون، مع تهيئة كافة حقوقهم الإنسانية الأساسية خلال فترات البحث والتقصي.

صالح الفضالة وجهازه عملا بموضوعية وجَلَد وصبر ومثابرة، للوصول إلى الحقائق في الملفات الشائكة لتلك القضية التي أرّقت الكويت طويلاً، ولاتزال، واضعين نصب أعينهم مخافة الله، عبر توفير الحقوق الإنسانية لتلك الفئة، وحفظ كراماتهم البشرية من جهة، وكيان الوطن من جهة أخرى.

الرجل أنهى مهامه ورفع تقريره قبل فترة للحكومة بما توصل إليه البحث، باعتبارها الوحيدة صاحبة القرار بمنح الجنسية لمن يستحقها، أو حجبها عمن لا يستحقها لأسباب مختلفة، ثم حمل "بو يوسف" بشته، ليغادر مبنى الأمن العام عائداً إلى بيته ليعيش مرتاحاً بين أهله وأبنائه، بعد مشقة وعناء المهام المضنية التي قام بها، لكن القيادة السياسية، ثقة به واعتداداً بكفاءته، طلبت منه مواصلة جهوده والإشراف على خطوات تنفيذ خريطة الطريق التي وضعها في تقريره الختامي تحت تصرف الحكومة.

صدر بيان التضامن مع صالح الفضالة، لا لشخصه الكريم ومعاونيه فحسب، بل دفاعاً عن رمزية مهامهم الوطنية التي أدوها في هذه القضية الإنسانية والأمنية الشائكة بأمانة واقتدار.

في النهاية، يبقى القول إنه لا عذر للحكومة في تأخير حسم ملفات المستحقين للتجنيس ممن أوصت بهم لجنة البدون، فظلمهم ظلمات يوم القيامة، وذلك الحسم المأمول هو ردم لهوة أمنية واسعة تتعاظم مخاطرها علينا، واحتمالات تفجّرها كلما طال بها الزمن وتفاقمت احتقاناتها، ونأمل سرعة إغلاق أبواب تلك المعضلة الإنسانية السرمدية المسماة بـ "البدون"، وإنهاء معاناة منتسبي فئاتها لأثقال ومصاعب احتياجاتهم الحياتية، سائلين الله أن يعينهم عليها.

***

همسة:

* نبارك للمملكة العربية السعودية الشقيقة احتفالها بعيدها الوطني، واحتفاءها بالمرأة هناك بالقرار التاريخي بالسماح لها بقيادة السيارة.