استضاف الملتقى الثقافي، في افتتاح موسمه السابع، الفنان عبدالعزيز المفرج (شادي الخليج)، وذلك بحضور الوزراء السابقين د. رشيد الحمد، ود. هلال الساير، ومحمد السنعوسي، وجمع من المخرجين والفنانين والمثقفين والأدباء.

في البداية، قال مؤسس الملتقى ومديره، الأديب طالب الرفاعي: حينما نتكلم عن المفرج، نتحدث عن جزء عزيز من تاريخ وتراث الكويت، فقد ولد في عام 1939، وعايش كل الكويت قبل النفط وبعد النفط، أيام البساطة، انتهاء بالوضع الحالي.

Ad

وأضاف الرفاعي أن المفرج درس الفن، وترقى في المناصب الكثيرة، مشيرا إلى أنه من عائلة محافظة، ولذا حينما أراد أن يذهب إلى الغناء كان صعبا أن يستطيع كسر هذا الحاجز، وأن حمد الرجيب، رحمه الله، أوجد حلا لعبدالعزيز المفرج، والذي توسم فيه موهبة كبيرة، وأطلق عليه لقبا فنيا، هو "شادي الخليج".

من جانبه، قال الفنان المفرج: "ولدتني أمي عام 1939 في غرفة كانت تنتشر بها الحبال التي يتم تجفيف اللحم عليها، حيث كان الكويتيون لا يمتلكون ثلاجات".

وتحدث المفرج عن ذكرياته قائلا: "عندما كنت في السادسة من عمري، دخلت الكهرباء إلى بيتنا، الذي يقع في السوق الداخلي عند مسجد المباركية"، لافتا إلى أن والده اشترى مروحة، وعندما دارت وأطلقت صوتا، وجد نوعا من الذبذبات "جلست أمامها أنفخ وأغني، وتخيلت أن الناس ستسمع صوتي، ومرت تلك السنوات وخرج صوتي لهم".

وتابع المفرج: "تجمعني صداقة طويلة بمحمد السنعوسي وعبدالرحمن البعيجان، رحمه الله، وبدر فرج العتيقي- الذي عمل في سلاح الطيران - فقد كنا نعيش في فريج واحد، وكنا نخرج من فريجنا في القبلة ونذهب إلى سوق الغربللي، ونرى العربات والأحصنة على امتداد الشارع، ونأخذ من شعر الحصان، ونضعه فوق علب من الخشب لتساعدنا على العزف، وأنا أقوم بالغناء من الأغاني القديمة، ويقوم البعيجان والعتيقي بالعزف على هذه العلب، فالموهبة بدأت منذ الصغر، وسبحان الله، نمت تلك الموهبة وخرجت بالتالي للجمهور الذين استمعوا إليّ".

الأندية الصيفية

وتابع المفرج حديثه: "كنت مع السنعوسي وثامر السيار في الأندية الصيفية بالمرقاب، ثم في الكشافة، الذين يقومون بغناء بعض الأغاني وأداء بعض الحركات، وأنا أساهم في السمر بتقديم بعض الأغنيات، فعرفت منذ ذلك الوقت بما أقدمه للإخوان الكشافة سنوات طويلة، إلى أن زارنا في يوم من الأيام عام 1953 المغفور الشيخ عبدالله الجابر، وخرجنا من المعسكر الكشفي بمنطقة الفنيطيس في رحلة إلى الحدود العراقية - السعودية، وكان في صحبتنا الموسيقار محمد التتان، ومدرس الموسيقى محمد حسن صالح، والموجه العام للتربية الموسيقية محمد محمود عمر".

وأوضح أنه التقط صورة لتلك المناسبة ونشرت، ومن ثم سافروا إلى مؤتمرات عدة، ومنها عام 1956 إلى "أبوقير" في منطقة الإسكندرية، وحينها زارهم بالمعكسر الكشفي الرئيس المصري جمال عبدالناصر.

مركز الفنون الشعبية

ثم انتقل المفرج للحديث عن تأسيس مركز الفنون الشعبية عام 1958 الذي كان يتبع حينها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وكان مدير إدارة الشؤون حمد الرجيب، وكان هو وقتها طالبا بمدرسة الشويخ، وسجل أغنيته الأولى "لي خليل حسين" عام 1960 وهي من كلمات أحمد العدواني وتلحين أحمد باقر، وكانت هناك بروفات يومية للأغنية، وكان هناك مجهود ملحوظ بذل في التسجيل، لأنه لم يكن يوجد حينها المونتاج.

وأضاف أنه بعد الأغنية ظهرت مجموعة أخرى، وكانوا داعمين للحركة الفنية والموسيقية في الكويت، وقاموا بتسجيل مجموعة من الأغاني، ومنها "هولو"، و"فرحة العودة"، وأيضا دخل عوض الدوخي، وبدأ بأغنية "يا من أهواه"، ومع يوسف الدوخي من مركز الفنون الشعبية، وبدأت الحركة الفنية في الانتعاش في ذلك الوقت، وبدأ الفنانون يضعون ألحانهم، والكويتيون يستمعون إلى تلك الأغاني في الإذاعة.

وعن مشاركته في "مذكرات بحار" بمركز جابر الأحمد الثقافي أخيرا، تساءل المفرج: "لماذا الناس بدأت تبكي في الأوبريت والحفل"؟، لافتا إلى أن العمل الذي قدم كان رائعا.

ورد الملحن القدير أنور عبدالله على سؤال المفرج: "إن الجمهور كان متشوقا للأغنية الوطنية الراقية، وإلى سماع الفرقة والموسيقى الحية، لأن الأوبريت الوطني كان مغيبا، لذلك عندما شاهد الجمهور الأوبريت فرح وبكى، لأنه كان جميلا، وشارك في عزف الألحان فرقة من أبناء الكويت".

من جانبه، قال الكاتب الكبير عبدالعزيز السريع إن المفرج حقق إنجازا كبيرا لا يستهان به، وأنه أمتع أجيال من أبناء الوطن ليس بصوته وفنه فقط، بل بإنجازاته التي حققها على المستوى الإداري، فعلى مستوى وزارة التربية حقق إنجازا ونقلة كبيرة، وهو "تكويت" هذا الجهاز، فقد كان التلفزيون سابقا ينقل حفلات طلاب وطالبات البحرين في المناسبات السنوية، ولكن ذلك تغير، وأيضا استطاع المفرج أن يقنع المسؤولين بوزارة التربية بتبني مشروعه، وأن يخرج بأعماله التي أصبحت جزءا من التراث والذكريات، وقد لقبه السريع بـ "شيخ قبيلة الفنانين الكويتيين".

وقال فيصل خاجة في مداخلته عن "مذكرات بحار": "العمل متكامل من البداية إلى النهاية، وأن الإخراج كان عالميا وباهرا حتى نحبب الجيل الجديد في الماضي، ونذكرهم به، مضيفا: "نحن فخورون بتأسيس أوركسترا خاصة بالمركز تتكون من 70 عازفا كويتيا".