• كيف تُقيم النجاح الذي حققته مصر في ملف المصالحة الفلسطينية بعد التقارب مع حركة "حماس"؟

Ad

- هذا مكسب كبير لكل من الحكومة المصرية وحركة "حماس"، والقضية الفلسطينية بشكل عام، خاصة أن "حماس" قررت حل اللجنة الإدارية المشرفة على قطاع غزة، استجابة للمطالب المصرية، والموافقة على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة، وهذا تقدم كبير في القضية الفلسطينية الداخلية، إضافة إلى اعتراف "حماس" بأنها جزء من الشعب الفلسطيني، والأهم فض الارتباط التنظيمي تماما مع جماعة الإخوان، وأي جماعة أخرى، لتؤكد "حماس" أنها حركة فلسطينية بحتة.

• ماذا استفادت القاهرة وحماس من هذا التقارب؟

- مكسب كبير جدا للطرفين، يتمثل في منح حماس لمصر خرائط الأنفاق، وطبيعة التنظيمات الموجودة على الحدود المصرية الفلسطينية، وما يتبع ذلك من تأمين مصر لحدودها عبر معبر رفح، وعودة القاهرة إلى ريادتها في القضية الفلسطينية، وهو الدور الذي سحبته قطر وتركيا من مصر في وقت سابق.

وبالنسبة لحماس، ظني أنها صادقة في الانفتاح على بقية مكونات المشهد الفلسطيني، لذا كان تقاربها مع مصر على أسس واضحة، كما أنها بالتعاون مع القاهرة كسبت فك الحصار الخانق عليها من قبل المجتمع الدولي، علما بأن "حماس" الحالية بقيادة إسماعيل هنية، تختلف كليًا عن الحركة السابقة بقيادة خالد مشغل، الذي لا يميل إلى مصر.

• ما ترجمة هذا التقارب على جماعة "الإخوان" في مصر؟

- حماس بتقاربها مع مصر تعلن أنها نفضت يدها تماماً من "الإخوان"، والاعتراف بشرعية ثورة 30 يونيو 2013، التي أطاحت بحكم جماعة "الإخوان"، وتعترف بالنظام المصري الحالي، وهي تحولات عملية تقوم بها "حماس" لمصلحة القضية الفلسطينية، وتسمو بها فوق أي قضية فرعية.

• كيف ترى انعكاس تطورات المشهد على تنظيم داعش سيناء؟

- التنظيم الإرهابي شبه محاصر في سيناء، بعد الاتفاق بين القاهرة و"حماس"، فلم يعد له أي ظهير يستطيع الهرب إليه، فالأنفاق أغلقت، والجانب الفلسطيني في غزة لم يعد يرحب بوجود الجماعات المتشددة، لذا فعناصر "داعش" لن تجد إلا جبال سيناء للاختباء فيها، وهو أمر يسهل من مهمة الأمن المصري في القضاء عليها.

• بالحديث عن داعش، ما رأيك في الحديث عن كشف أجهزة الأمن المصرية لخلية داعشية في القاهرة؟

- ربما لا يعلم الكثيرون، أن تنظيم "داعش" الإرهابي، كون خلية له في صعيد مصر منذ فترة، لها كيان إداري وتنظيمي، يتزعمها الجهادي عمرو سعد، بمنطقة "دشنا" في محافظة قنا، وهو فرع يتميز بالشراسة الشديدة بحكم جذوره الصعيدية، ونجح فعلياً في تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية، بينها عمليات تفجير كنائس الأقباط، وأجهزة الأمن المصرية نجحت في تفكيكها، وأظن أن الخلية التي ألقي القبض عليها في القاهرة، هي بقايا هذه المجموعة.

ودلالة انتقال "داعش" من سيناء إلى القاهرة، هو نجاح أجهزة الأمن في حصار التنظيم هناك، وأن المجموعات التابعة له تعلم أنها لن تستطيع تنفيذ عمليات جديدة في سيناء، فحاولت نقل نشاطها الإرهابي داخل القاهرة، وهو ما أحبطته أجهزة الأمن، والشواهد تؤكد أن تنظيم داعش حاليا بات أضعف من ذي قبل، ووجوده في مصر في طريقه إلى الزوال.