رشحت كمبوديا فيلم "قتلوا أبي أولا: ذكريات فتاة من الخمير الحمر" لمخرجته أنجلينا جولي للمشاركة في منافسات أوسكار 2018، ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي.

ومن المقرر أن ينافس الفيلم مع أعمال تمثل ما يقرب من 90 دولة حول العالم، قبل أن يتم إعلان القائمة القصيرة التي تضم خمسة ترشيحات نهائية للتنافس على الجائزة.

والفيلم مقتبس عن رواية تحمل العنوان نفسه للونغ أونغ، الناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان، والتي تستذكر فيها فظائع نظام أودى بحياة مليوني شخص بين 1975 و1979.

Ad

وكانت النجمة الأميركية افتتحت في 18 فبراير الماضي، في موقع أنغكور الأثري في كمبوديا، فيلمها الجديد، الذي يتناول الجرائم المرتكبة في عهد نظام الخمير الحمر، من خلال عيني طفل كمبودي.

ويستند الفيلم إلى هذه المذكرات التي تروي تجربة امرأة عاشت في ظل نظام الخمير الذي تسبب في قتل الكثيرين بالإعدام والتجويع والعمل المفرط في سعيه إلى إقامة بلد زراعي مثالي.

وخلال فترة توليهم السلطة، حاول الخمير الحمر إعادة بناء كمبوديا، لتكون مدينة فاضلة للفلاحين، حيث اضطهدوا أعضاء من فئات النخبة والمتعلمين، وأسفر حكمهم عن مصرع خمس سكان البلاد.

وتم إصدار الفيلم في 15 الجاري على "نتفليكس"، وهو من إخراج وإنتاج أنجلينا جولي، وشارك فيه ابن أنجلينا ونجم هوليوود براد بيت، مادوكس، وتهتم جولي بشكل كبير بكمبوديا مسقط رأس ابنها بالتبني.

ويعد الفيلم التجربة الرابعة لأنجلينا جولي في الإخراج السينمائي، وكتبت جولي سيناريو الفيلم بالتعاون مع مؤلفة الكتاب، وشاركها في إنتاجه المخرج الكمبودي ريثي بانه، مخرج فيلم "الصورة المفقودة" الذي رشح للفوز بجائزة الأوسكار عام 2013 لأفضل فيلم بلغة أجنبية، وجائزة الفيلم الأوروبي لأفضل فيلم وثائقي.

وكانت الممثلة العالمية، البالغة 42 عاماً، دخلت مضمار الإخراج عام 2011، بإخراج باكورة أعمالها، الذي حمل عنوان "في أرض الدم والعسل" وتناول مآسي الحرب في البوسنة.

ولاقى فيلمها الثاني "أنبروكن"، الذي رُشح للفوز بثلاث جوائز أوسكار، ويدور حول عداء أولمبي أميركي سقط أسيراً في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، نجاحا، ونال استحسان النقاد.

وقالت جولي عن الفيلم: "لقد تأثرت كثيراً بكتاب لونغ، وساعدني ذلك على فهم أفضل لكيفية عيش الأطفال للحروب وتأثرهم بها، مثل هذه الأفلام يصعب مشاهدتها لكنها مهمة، يصعب أيضاً صنعها، نتفليكس تتخطى هذا المستحيل، وأنا أتطلع قدماً للعمل معهم، وسعيدة لأن الفيلم سيصل لعدد كبير من الناس".

وأضافت: "سمح لي هذا الكتاب بأن أقترب أكثر من سكان كمبوديا مسقط رأس نجلي"، في إشارة إلى ابنها المتبنى منذ عام 2002 مادوكس، المولود في كمبوديا، والذي يشارك في بطولة الفيلم.

وتابعت أنها تريد من هذا الفيلم، الذي تدور أحداثه حول العيش في ظل نظام الخمير الحمر بكمبوديا، أن تعلم ابنها مادوكس معلومات عن بلده الأصلي كمبوديا.

وقالت جولي، خلال كلمة لها في مهرجان كمبوديا السينمائي الدولي، "الأمر ينطوي على معان كثيرة حقا أن أكون هنا، وأقوم بتصوير فيلم عن هذا البلد، عن التاريخ وليس الحرب وعن المرونة والقوة والأسرة".