كرّم المجلس القومي لحقوق الإنسان 4 أعمال درامية لأنها راعت حقوق الإنسان، وهي بالترتيب الأبجدي: الجماعة 2، وحلاوة الدنيا، وهذا المساء، وواحة الغروب، بينما فاز مسلسل كلبش بالجائزة الخاصة للمجلس في احتفالية عقدت أخيرا بدار الأوبرا المصرية، بحضور كوكبة من الفنانين ورموز حقوقية.

ورأت لجنة النقد التي شكلها المجلس برئاسة المخرجة الكبيرة أنعام محمد علي، في حيثياتها، اختيار مسلسل "الجماعة" لمؤلفه المبدع وحيد حامد لأنه عمل بالغ الأهمية في الظروف الراهنة.

Ad

وكرّمت اللجنة في حفلها الكاتب وحيد حامد، الذي غاب عن الحفل، كما كرمت الشركة المنتجة للعمل، ومخرجه شريف البنداري والفنانة صابرين عن دور زينب الغزالي، وعبدالعزيز مخيون عن دور حسن الهضيبي، ومحمد فهيم عن شخصية سيد قطب، ومحمد البياع عن شخصية الملك فاروق.

واعتبرت اللجنة مسلسل "حلاوة الدنيا" مسلسلا نموذجيا يدخل البيوت دون استئذان، ويحترم عقول المشاهدين، ويعد من الأعمال التي ترسخ حق الإنسان في الحياة حتى لو كان لديه أحد الأمراض التي تهدد حياته مثل السرطان.

كما كرّم المجلس مؤلفتي العمل الكاتبتين إنجي القاسم وسماء عبدالخالق، وكذلك المخرج حسين المنباوي والفنانات رجاء الجداوي، وأنوشكا، وياسمين الغيط عن دور إحدى محاربات السرطان.

وقالت الفنانة رجاء الجداوي أثناء الاحتفالية: "مهما كان الألم والابتلاء علينا أن نتعامل معه بالصبر عليه"، مشيرة إلى أن البيت المصري حاليا يفتقد الجدة بخبرتها وحضنها الدافئ الذي يحتوي الأم والأبناء.

ولفتت الجداوي إلى أنه رغم معاناة الأسرة لم يحتو المسلسل على لفظ بذيء لأنه موجه للعائلة المصرية.

وكرم المجلس مسلسل "هذا المساء"، واعتبره يتناول أحد أهم حقوق الإنسان المتمثل في حق الخصوصية بعد انتشار تكنولوحيا الهواتف الذكية وآثارها السلبية من مثل التجسس.

وكرّم أيضا الشركة المنتجة والمخرج والمؤلف تامر محسن وأحمد داوود، وحنان مطاوع وأروى جودة وأسماء أبواليزيد، كما تم تكريم مسلسل واحة الغروب لأنه عمل درامي أعطى لأهالي المناطق الحدودية الحق في المواطنة والعدالة الاجتماعية.

وكرم المجلس صاحب القصة التي استوحي منها العمل الكاتب الكبير بهاء، والشركة المنتجة "العدل جروب"، كذلك السيناريست هالة الزغيندي والمخرجة كاملة أبوذكري، والفنانين خالد النبوي وسيد رجب وأحمد كمال.

أما الجائزة الخاصة لمسلسل كلبش فجاء في حيثيات اللجنة أن العمل درامي مشوق ومثير وكان المؤلف فيه واعيا بقيمة العدالة وإعمال القانون. وكرم المجلس كلا من مؤلفه باهر دويدار ومخرجه بيتر ميمي.

من جهتها، قالت المخرجة أنعام محمد علي رئيسة لجنة التقييم للأعمال الدرامية إن مصر لديها صناعة ضخمة ومؤثرة يصب تأثيرها في عقل ووجدان الأسرة العربية"، لافتة إلى أن اللجنة لاحظت أن الأعمال المميزة أكثر من العام السابق، لذلك قررت أن ترفع عدد الأعمال المكرمة.

وأشارت إلى أنه رغم عوامل الإبهار بالمسلسلات ومهارات المخرجين فإن العنصر الأساسي، وهو النص، كان أضعف عنصر.

وأضافت أن تعاظم دور شركات الإعلانات أدى إلى انقلاب الهرم الفني، الذي كان أعلى قمته المؤلف والمخرج، وحل مكانهما النجم الذي تتسابق الإعلانات عليه، مما يجعله يحدد المخرج والمؤلف، وأدى ذلك إلى ندرة الكتاب المهمومين بمشكلات المجتمع، محذرة من استمرار هذا الوضع الذي يهدد قوة مصر الناعمة المتمثلة في الدراما.

من جهته، أكد جمال فهمي رئيس لجنة الإعلام والثقافة بالمجلس القومي لحقوق الإنسان أن "الفن حق من حقوق الإنسان، والدفاع عنه هو دفاع عن عقل الإنسان ووجدانه"، مستنكرا ما وصفه بتسونامي الإعلانات الذي شبهه بالعاصفة التي تعد اعتداء مزدوجا على حقوق المشاهد في تلقي العمل الفني دون تشوهات، وانتهاكاً لحق صناع العمل في أن يصل عملهم دون شوشرة وإزعاج.

بدوره، أعرب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فايق عن سعادته بارتفاع عدد الأعمال الدرامية التي تدعم ثقافة حقوق الإنسان هذا العام، متمنيا أن تشهد السنوات المقبلة مزيدا من الأعمال الجميلة.

يذكر أن لجنة التحكيم ضمت كلا من النقاد طارق الشناوي ورامي عبدالرازق وخيرية البشلاوي والمؤلف كرم النجار.