«أحاول اليوم أن أقترب من موضوع يبدو وكأن الشوك يحيط به، لكني، حتى على الشوك، أمشي إليه اعتقاداً في أهميته!».

(محمد حسنين هيكل).

Ad

وفي الشوك أبحث فأجد أفكاراً ومحاولات لتحديد معالم النظام العربي الجديد أو الشرق الأوسط الجديد، والذي ابتدأت ملامحه بزوابع وأحداث مثيرة للغبار السياسي، مسببة انعداماً في الرؤى أحيانا وضبابية أحيانا أخرى، وهنا نتساءل: هل للأحداث الأخيرة أثر في مستقبل منطقتنا؟ وهل إقبال الكتّاب على التنبؤ بالشرق الأوسط الجديد في محله؟

فمن أين نبدأ؟ وهو سؤال وجهته إلى العديد من المهتمين، وسط خواطر وأفكار متعددة ومختلفة حادة أحيانا وخفيفة الظل أحيانا أخرى، كتلك التي تتناول زيارات الرؤساء للمنطقة، فالزوابع لا تنطلق في عالمنا إلا بعد الزيارة والاهتمام المفاجئ من رؤساء الدول الصناعية الكبرى، ففي نهاية السبعينيات زارت المنطقة ملكة بريطانيا والرئيس اليوغسلافي، وما إن انقضت الزيارة حتى اشتعلت الأحداث في إيران وامتدت للثوب الخليجي فحرقت أطرافه.

وفي السياق ذاته شهدت المنطقة زيارات أخرى قد تزامنت مع مواسم الزوابع، فزيارة أوباما للقاهرة قد تزامنت مع اشتعال الربيع العربي وزيارة ترامب لمنطقة الخليج قد كشفت الغطاء عن الخلاف الخليجي، وتلك الزوابع تسببت في تبديد ملامح الإقليم وتحديد الخطوط للشرق الأوسط الجديد، وإن كنا قد انتقدنا العلاقات البينية العربية التي تملؤها الخلافات فقد وجدنا العدوى قد انتقلت إلى الكتلة الخليجية.

واليوم نتابع الأحداث وهي تتسارع، فمنها ما يبعث على التفاؤل وهو سير الدول الخليجية على خطى التنمية، فالكويت تسعى إلى تحقيق رؤية 2035، والمملكة العربية السعودية تشهد تحولا تنمويا مصاحبا لخطة الأمير الشاب محمد بن سلمان لتحقيق رؤية 2030، ومنها ما قد يبدد التفاؤل والتخطيط المستقبلي كالأزمة الخليجية التي برزت مؤخرا دون تريث تاركة المجال للكويت لإعادة تفعيل وساطتها.

ووقف العالم متفرجا ومشيدا بالجهود الكويتية والدبلوماسية الشخصية لسمو الأمير، حفظه الله ورعاه، أما الحل، على حد تعبير أنجيلا ميركل، فلن تجد الأزمة الخليجية طريقها للحل إلا عبر الدبلوماسية غير المعلنة، أي بالعودة إلى الحوار خلف الأبواب المغلقة، وذلك تفاديا للمزيد من التصعيد الإعلامي الخطير الذي أشعل وأثار استقطابا شديدا بوسائل التواصل الاجتماعي.

ولو نظرنا إلى إقليمنا بجواره وجغرافيته لوجدنا تركيا تبجث عن دور في المنطقة، فوجدت لقواتها مكانا في قطر لعلها تفوز بدورها المنشود لاعبا إقليميا في المنطقة، وتنظيم «داعش» يحتضر بالعراق وسط معارك أفقدت الدولة قوامها التنموي، تاركة الحالة الإقليمية في الرافدين وبلاد الشام غير مفهومة، والدور الروسي أيضا يمر بتحولات ومحاولات مستمرة للفت الأنظار بشكل مستمر، ووسط ذلك نتساءل مرة أخرى: هل تشكلت ملامح الشرق الأوسط الجديد؟

كلمة أخيرة:

برنامج شارع السور الذي سيبث على الهواء مباشرة من تلفزيون الكويت هو البرنامج الوحيد الذي يضع المسؤول في دائرة النقد دون مجاملة وينتهي بطرح الحلول.

وكلمة أخرى:

السرقة العلمية أي النقل حرفيا من المصدر دون ذكر اسم المصدر في البحث العلمي يعتبر جريمة في النشر العلمي، ويتعرض الطالب للحرمان من الامتحان في المدارس والجامعات الخاصة بالكويت، فمتى ستحذو مؤسساتنا التعليمية الحكومية حذو القطاع الخاص؟