«أرسل هذا الدعاء إلى عشرة وسترى كيف تنزاح كرباتك»... «هذه صورة بنت عمياء صغيرة، اكتب لا إله إلا الله عشر مرات، انشر تؤجر». «انظر لصورة هذا الطفل الذي يداس بالقدمين، ادعُ لأطفال بورما، يا أمة تضحك من جهلها الأمم!»... من منا لم تصله هذه الرسائل؟ ورغم كثرة من ينشرها فإن هناك القليل ممن يهتم بقبح أثرها في عقيدتنا.

يظن من يريد أن يتعبد الله بنشر أذكار «لا إله إلا الله» أنه متدين، متغافلاً عن حقيقة تحريم الكذب، فالأمثال التي ذكرت تملأ أجهزتنا وتؤثر في عواطفنا، وذات مرة وددت التحقق فوجدت أن هذا يضعف إيمان العامة بدينهم، ويخيب أملهم بالدعاء.

Ad

فمن صحيح حديث مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع». ومن بحر الإشاعات أردت التحقق من الإشاعات الثلاث في المقدمة، فاتضح أن صورة الطفلة الحسناء هي لبنت مبصرة إيرانية مشهورة بالإنستغرام واسمها مهديس محمدي، قيل إنها عمياء لإثارة الشفقة، واختيرت لجمالها لإعلاء شعور روحاني وهمي يبرر نشر صور طفلة معافاة مرفقة بفأل السوء بحجة تنشيط إيمان الناس بالكذب.

أما ذاك الطفل فهو من ملايين الضحايا غير المسلمين الذين تمارس عليهم عادة الدهس، الرجعية في آسيا ظناً منهم أنها ستقوي صحته وتبارك فيه، وأما الأدعية الغريبة التي تعد بفرج الكربات فما هي إلا أداة لشرخ عقيدة الناس، فالإحباط الذي سينتابهم كفيل بإضعاف إيمانهم، ناهيك عن أننا في زمن يستفحل فيه الكذب أكثر من غيره من الأزمان.

الصادق الأمين، صلى الله عليه وسلم، وصف لنا في حديثه، المعذبين، فحينما سأل الملك عن المعذب رد عليه الملك: «كذاب يحدث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به ما رأيت إِلى يوم القيامة»... حقاً، بالإنترنت يمكن أن تصل الكذبة المتعمدة إلى الآفاق، فهل من يصمم مثل تلك الإشاعات متدين، أم معاند للإسلام؟