في قضية شغلت الرأي العام المصري لأيام مطلع العام الحالي، قضت محكمة جنايات القاهرة، أمس، بمعاقبة مدير الإدارة العامة للتوريدات بمجلس الدولة، جمال الدين اللبان بالسجن المؤبد لـ 25 عاما، لإدانته بتقاضي عطايا تمثلت في مبالغ مالية وفوائد غير مادية على سبيل الرشوة، مقابل أداء عمل من أعمال وظيفته والإخلال بواجباتها، وارتكابه تزويرا في محررات رسمية.

وأمرت المحكمة بتغريم اللبان مبلغ مليوني جنيه، وعزله من وظيفته، ومصادرة مبلغ مليون و239 ألف جنيه، كما تضمن الحكم إعفاء 3 متهمين آخرين (رجل أعمال وزوجته والوسيط)، من العقوبة، في ضوء اعترافهم بواقعة الرشوة، استنادا إلى نص المادة 107 من قانون العقوبات، بإعفاء الراشي والوسيط من العقوبة حال اعترافهما، كما قضت المحكمة بانقضاء الدعوى الجنائية ضد المتهم الأمين العام لمجلس الدولة السابق، وائل شلبي، نظرا لوفاته منتحرا.

Ad

كانت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، واعتراف المتهمين بطلب اللبان وشلبي، مبلغ 800 ألف جنيه على سبيل الرشوة من مالك مؤسسة الخلود للأثاث المكتبي وزوجته، وأخذهما مبلغ 732 ألف جنيه بوساطة متهم آخر، وتبين من التحقيقات أن وقائع القضية تضمنت رشوة جنسية مقابل إرساء بنود توريد أثاث مكتبي على مؤسسة الخلود للأثاث المكتبي، بشكل يخالف القانون.

وقال المحامي بالنقض، طارق نجيدة، لـ "الجريدة": "الحكم حضوري ويحق للمتهمين الطعن عليه بالنقض، ويسري على هذه القضية القانون المعدل الذي جعل الطعن بالنقض لمرة واحدة لا لمرتين، وهذا يعني أن الطعن يُنظر أمام محكمة النقض مباشرة، وإذا وجد بالحكم أي عوار تتصدى المحكمة لنظر القضية ويكون الحكم باتاً ونهائياً".

إلى ذلك، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، اعتماد تشكيل لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة "الإخوان المسلمين" الإرهابية، وسمحت المحكمة للجنة بتشكيل لجان من الوزارات والهيئات المختلفة لمعاونتها في إدارة أموال الجماعة الإرهابية المتحفظ عليها، بناء على موافقة النائب العام بتعيين أسماء ممثلي الجهات المعنية في تشكيل لجنة حصر وإدارة أموال الجماعة الإرهابية، وستتولى اللجنة إدارة أموال كل الكيانات والأشخاص المدرجين على قوائم الكيانات الإرهابية.

مؤشرات إيجابية

في سياق منفصل، تتوالى المؤشرات عن قرب استعادة قطاع السياحة المصري عافيته، لأول مرة منذ تراجعه الحاد في أعقاب ثورة 2011 وما تلاها من توترات، إذ طوت مصر وإيطاليا صفحة الخلافات بوصول سفير الأخيرة إلى القاهرة أمس، تمهيدا لتولي مهام منصبه بعد فترة انقطاع استمرت لنحو عام.

ويشكل قطاع السياحة أحد أهم أعمدة الاقتصاد المصري، والذي يوفر الكثير من فرص العمل للشباب، إذ تعتمد القاهرة عليه بصورة أساسية لتوفير العملة الصعبة، وتعرض القطاع لتراجع حاد في أعقاب ثورة 2011، ثم تلقى ضربة قاصمة بسقوط طائرة روسية في سيناء، في 31 أكتوبر 2015، مما أسفر عن مقتل ركابها الـ 224 ومعظهم من الروس، فيما سحبت روما سفيرها في منتصف العام الماضي، عقب مقتل باحث إيطالي في القاهرة في ظروف غامضة، خلال فبراير 2016.

وبدا أن إيطاليا، الشريك التجاري البارز لمصر، راغبة في استعادة العلاقات، إذ وصل السفير الإيطالي الجديد جيام باولو كانتيني إلى القاهرة أمس الأول الثلاثاء، تمهيدا لتقديم أوراقه إلى وزارة الخارجية، ثم إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، في حين يتوجه السفير المصري الجديد لدى إيطاليا هشام بدر، إلى روما اليوم، لتولي مهام منصبه، عقب الموافقة على خطوة تبادل السفراء.

وتزامنت عودة سفير روما، التي تحمل معها بشائر عودة السياحة الإيطالية بقوة، مع إعلان السفير البريطاني في القاهرة، جون كاسن، أن مبعوث رئيس الوزراء البريطاني للتجارة جيفري دونالدسون، سيزور القاهرة نهاية الشهر الجاري على رأس وفد من مُمثلي الشركات البريطانية لمناقشة الاستثمارات البريطانية في مصر، وأشار إلى أن المحادثات ستتطرق إلى التطورات في مسألة رفع حظر طيران الشركات البريطانية إلى مطار شرم الشيخ.

الأمم المتحدة

وفيما يلقي الرئيس السيسي، كلمة اليوم، أمام المؤتمر السنوي للتحالف الدولي للشمول المالي المنعقد في شرم الشيخ، يشارك السيسي، في فعاليات الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تبدأ اجتماعاتها في مدينة نيويورك الأميركية، الأسبوع المقبل، ومن المقرر أن يعقد عددا من اللقاءات الثنائية مع قادة دول العالم على هامش أعمال الجمعية العمومية.

إحباط هجوم

في سيناء، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، تامر الرفاعي، أمس، إحباط هجوم إرهابي على ارتكاز أمني شمالي سيناء، أسفر عن استشهاد اثنين من المجندين، فيما نجحت القوات في رد الهجوم وإحباطه، مما أسفر عن مقتل 5 عناصر إرهابية وإصابة اثنين آخرين، وأشار المتحدث، في بيان رسمي، إلى أن أحد الإرهابيين هاجم الكمين الأمني مرتدياً حزاما ناسفا، لكن القوات قامت بالتعامل معه على الفور وبقية العناصر المهاجمة، مما أسفر عن إحباط الهجوم.