الحب هو دعوة قلب ما للرقص!

فإذا لم يكن للقلب خفّة فراشة وفطنة زهرة عباد شمس، فإن حفلة الرقص ستصبح مأساوية، ونسخة مكررة لسيناريو جرح!

Ad

سيكون القلب صيداً سهلاً للسقوط والانكسار والنزيف. لابد للقلب أن يضبط حركته جيدا وإيقاع نبضه مع موسيقى الحب، ليس فقط حماية لذاته، لكن أيضاً حماية للقلب الذي يشاركه الرقص. بعض القلوب تتعلم مع الوقت كيف تتناغم مع قلوب أخرى في رقصة مشتركة، فيما هناك قلوب لا تتقن الرقص، وترفض أن تتعلمه مع أي قلب آخر، أو تصرّ على أن تضبط إيقاع الحب مع أي قلب آخر على إيقاع نبضها النشاز!

لن يتقن قلبٌ الحب حتى يتقن الرقص، ولن يتقن قلبٌ الرقص حتى يُبنى سلّم موسيقي في وسطه يؤدي إلى "دو، مي، ري، فا، صول، لا، سي، دو"، حيث شرفة القلب!

ولأن الحب دعوة قلب للرقص، فمن الناس مَن يستغل حفلة الرقص هذه لجعل قلوبنا ترقص على موقد من الجمر، ومنهم مَن يراقص قلوبنا على خدود الورد وقطرات الندى، وهناك طائفة من الناس ابتكرت لها طقسا خاصا عن طريق الرقص مع كل قلب قبل قتله، وهم أولئك الذين يمنحون قلوبنا أقصى متعتها خلال الرقص معها، في الوقت التي تعرف هي أن نهاية هذه المتعة اغتيال قلوبنا بيديها، فيما نحن في أحضانهم آمنون غافلون، وهي ذاتها الطائفة التي لطالما بسببها صرخنا بملء خيبتنا: خُدعنا!

ليست العلة غالباً في أن الحب دعوة للرقص، إنما في القلوب الراقصة، كل قلبين هما فقط القادران على أن يحددا معاً رقصتهما الخاصة وموسيقى نبضهما معاً إذا ما تناغما، ولا أقول تطابقا أو تشابها، فإذا ما حدث ما لا يحمده الحب من كسر قلب، فليس ذاك ذنب الحب، إنما ذنب قلوب لا تتقن فن الرقص على أرض الحب، الذين يدّعون لا خيار لنا فيمن نحب على قلوبهم. إذن إما أن ترقص على إيقاع قلب مَن تحب، حتى وإن كان لا علاقة لذاك القلب بمس نغم، أو أن تترك تلك القلوب حفلة الرقص، لا أن تمارس الرقص بكل حماس، في الوقت الذي لا تجد أي متعة في الرقصة، وتكيل لحفلة الرقص الشتائم!

الحب نغمة سماوية تغري القلوب على القفز في الهواء والتمايل طرباً، إلا أن القلوب تحوّل هذه الموسيقى الروحانية إلى نغمات وحشية ترعب مَن يسمعها، أو إلى نهرٍ جارٍ من نور النغمات يغتسل به العمر، لذا فمن المجدي جداً أن نمرِّن قلوبنا على إتقان الرقص مع مشاعرها، حتى لا تؤذي نفسها، أو تؤذي مشاعرها. وحتى لا تؤذي قلباً آخر، لابد أن نملأ قلوبنا بماء الموسيقى ما استطعنا، فالقلوب التي لا تحب الموسيقى لن تتقن الرقص!