ولد ابراهيم الغانم عام 1952 في منطقة جبلة، وهو ينحدر من عائلة الشاهين الغانم التي اشتهرت بعمل أبنائها في البحر، لذلك كان يكثر عدد الربابنة منهم. عمل والده في بداية حياته نوخذة بسفن العائلة، وربما كان هذا سببا في علاقة الراحل الوثيقة بالبحر ومجاورته، إضافة إلى شغفه بالعمل في الجمارك حين كبر.

التحق بالمدرسة الاحمدية في بداية مشواره التعليمي، وعند سن التاسعة سافر الى مصر لاستكمال دراسته، فالتحق بمدرسة دار التربية بالقاهرة، ومكث فيها نحو أربع سنوات عاد بعدها الى الكويت، ليستكمل تعليمه في ثانوية كيفان، وبعد حصوله على الشهادة الثانوية التحق بجامعة الكويت وحصل على الشهادة الجامعية في الجغرافيا عام 1977.

Ad

حياته المهنية

تأثر الراحل بحياة البحر بشكل مباشر بحكم عمل والده فيه ربانا، فضلا عن قرب بيته منه، وهكذا نشأت علاقة بينه وبين البحر، ومع تطور الحياة الاقتصادية في الكويت، صارت مشاهدة البواخر التجارية روتينا يوميا في حياته، ومنظرا استغله في الاتجاه لعمل يربطه مع هذه السفن التجارية التي اعتاد رؤيتها، فاتجه للعمل في ادارة الجمارك بعد أن أنهى دراسته الجامعية، فانكب على العمل فيها مدفوعا بطموح وحماس الشباب، فتنقل موظفا بين اقسامها المختلفة، وهذا ما ساعده على اكتشاف اسرارها ودراسة قوانينها.

وحظي الراحل بثناء رؤسائه في كل الاقسام التي عمل بها، فازدادت المهام الملقاة على عاتقه، وعمل على تطوير الادارة من خلال الوظائف والمناصب التي تقلدها، فكان من المقربين من اصحاب القرار في الجمارك بسبب اخلاصه وتفانيه في أداء عمله، فكان يتم ابتعاثه لحضور الدورات التدريبية وورش العمل في كثير من الدول، إضافة إلى حضوره البارز في المؤتمرات والندوات الخارجية، فاكتسب الخبرة المطلوبة لتطوير الآداء الجمركي، وصار في مركز القيادة يُعنى بتطوير العمل، مما أهله ليصبح مديرا عاما للإدارة عام 1986.

ومنذ توليه منصب مدير الجمارك، واصل الراحل عمله في تطوير الجهاز الجمركي، الذي كان يعتبره الخط الأول في حماية الكويت من شرور التهريب، وعمل على تزويد الادارة بأحدث الاجهزة التي تعمل على كشف وضبط عمليات التهريب، كما عمل على تكويت الجهاز الجمركي، وإدخال العنصر النسائي الكويتي في العمل كمفتشات في المراكز الحدودية.

وخلال الإضراب الذي نظمته نقابة العاملين في الإدارة العامة للجمارك عام 2011، وقف رحمه الله مع رجال الجمارك في مطالبهم، وأعلن تضامنه معهم غير عابئ بالضغوط الحكومية التي مورست لوأد الإضراب دون تلبية مطالب المضربين، بما في ذلك تهديدهم بإحلال رجال الحرس الوطني مكانهم لتسيير العمل.

لم تقف إنجازات الراحل على المستوى المحلي فقط، ففي عام 2004، قامت مصلحة الجمارك وأمن الحدود بالولايات المتحدة الاميركية بتكريمه ومنحه لقب رجل الجمارك الأول على النطاق العالمي.

وقد تعرض الراحل لأزمة صحية شديدة غادر على أثرها للعلاج في ألمانيا لنحو عام ونصف، عاد بعدها لاستكمال واجبه الوطني في ادارة الجمارك، الا انه وبسبب ظروفه الصحية، قرر الراحل ترك العمل الحكومي الجمركي نهاية العام 2013.

لقد أدى الفقيد عمله بكل اقتدار وحنكة رغم ما مرت عليه من ظروف شخصية واضطراره للتغيب لأسباب صحية، لقد رحل ابراهيم الغانم بعد رحلة طويلة من العمل الجاد والمثابرة وقد اضاؤوا لنا وللأجيال القادمة الطريق قولا وعملا.

و«الجريدة» التي آلمها هذا المصاب تتقدم إلى أسرة الفقيد بأحر التعازي، سائلة المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان، و»إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”.

الراحل في سطور

• الاسم: إبراهيم عبدالله محمد الشاهين الغانم.

• الميلاد: ١٩٥٢- منطقة جبلة - الكويت.

• الأبناء: عبدالله.

الدراسة

• 1977: ليسانس جغرافيا - جامعة الكويت.

الأعمال والأنشطة:

• باحث إداري في الإدارة العامة للجمارك والموانئ.

• رئيس قسم الإعفاء الجمركي.

• مساعد مراقب العلاقات الجمركية.

• مراقب الشؤون الجمركية.

• مراقب الرسوم الجمركية.

• مدير إدارة جمارك الموانئ الشمالية.

• مدير جمارك الموانئ البحرية.

• نائب المدير العام للجمارك.

• المدير العام للإدارة العامة للجمارك 1986

• عضو في جمعية الدراسات والبحوث الاقتصادية.

• المشرف العام وضابط اتصال (شؤون المقاطعة العربية الاقتصادية لإسرائيل) لدولة الكويت في المكتب الإقليمي في دمشق.

• ساهم في تكويت الجهاز الوظيفي في الإدارة العامة للجمارك.

• عمل على تطوير أساليب العمل الجمركي.

• سعى بدور رئيس لانضمام الجمارك الكويتية إلى عضوية منظمة الجمارك العالمية- بروكسيل- بلجيكا.

• في عام 2004 منحته مصلحة الجمارك وأمن الحدود الأميركية لقب رجل الجمارك الأول على النطاق العالمي.

• احترفت عائلته قيادة السفن الشراعية القديمة واشتهر منها ربابنة كبار.