قال تعالى «وَلَيَالٍ عَشْرٍ»، إذاً هي عشرة أيام ‹›موسم قصير لا يتحمل التقصير، سريع العبور لا يقبل الفتور››.

إنها أيام مباركة تمر علينا وأجواء روحانية وأجر وفير وذنوب مغفورة بإذن الله، فهي أجمل أيام السنة وفيها أعظم العبادات، وتجديد للمسلم ومسح لذنوبه ليعود كما ولدته أمه، فموسم الحج من أجمل المواسم، في أداء مناسكه طاعة للرحمن الرحيم، فيجتمع المسلمون من كل مكان، لا فرق بين غني وفقير، ولا بين أبيض وأسود، جميعهم سواء عند لقاء الرحمن والسعي والطواف في بيته العظيم.

Ad

فجميع أجناس البشر وطوائفهم ومللهم وعروقهم يجتمعون في صف واحد من المساواة لأداء الصلاة في مكة المكرمة وأداء باقي المناسك المباركة، فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلاً، وفيه جهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، فأدعو الله تعالى أن يتقبل من جميع حجاجنا، وأن يكون حجهم مبروراً وذنبهم مغفوراً.

ونلاحظ جهود المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين جلية في تسهيل الحج وتوفير سبل الراحة للحجاج في كل سنة، وتيسير المناسك للمسلمين، فأتاحت لأكبر عدد ممكن من المسلمين الحج، وفي هذه السنة سُمح لغير محددي الجنسية من دولة الكويت بالحج، فتشكر المملكة على جهودها الكبيرة في تقديم جميع الخدمات لزوار الرحمن، وهذا ما يشهد به دائماً رؤساء بعثات الحج من جميع أنحاء العالم.

ولا ننسى في الأخير دور المملكة في حماية بيت الله الحرام، وتشديد الأمن وأخذ الحيطة والحذر من العمليات الإرهابية المتطرفة دينياً التي تستهدف المسلمين أثناء عباداتهم، وهذا جهد عظيم للمملكة يقدر لها دائما.

وفي الختام أدعو الله تعالى أن يحفظ المسلمين وأن يتقبل منهم حجهم وسعيهم ويرجعهم إلى ذويهم سالمين غانمين.