عيدكم مبارك، وعساكم من عواده، وحج مبرور لمن مكّنه الله من أداء فريضته، وكفاه شرور الحاسد المتربص بالعباد، حتى بأجر أداء فرائضهم من حج وسواه، وهنا بيت قصيد هذا المقال.

أيها الحاسد:

Ad

لقد سئمنا توطنك بيننا وانتشارك في نسيج مجتمعنا المسالم الآمن، فغدوت كالفيروس المدمر تعيث بحياة الناس تخريباً وإهلاكاً.

سئمنا عدم تركك لعباد الله فسحة لنجاح، أو باباً لرزق، أو سبيلاً لسعادة إلا وسعيت لهدمها وإجهاضها وتدميرها.

إنك عدو لكل فرح، ونصير لكل فتنة، وراقص فوق كل العثرات.

لا يهنأ لك بال إلا إن رأيت الشؤم متسيداً أحوال من هم حولك، ولا تكل من إحصاء أنفاسهم وعد أرباحهم والتفكر بأفراحهم! ولا تهدأ روحك الشريرة إلا حين ترى الخير يتبعثر من بين أيديهم، والحظ يتعثر أمامهم، والسعادة تزول من حولهم.

الجميع خصوصاً الناجحين والذين حازوا توفيق الله ورَزَقهم من حيث لم يحتسبوا أو تحتسب أنت، تراهم مشروع أعداء كما يصور لك خيالك المريض! وعليهم تحل لعناتك، لأنهم بنظرك لا يستحقون إلا المصائب، وأنك أنت الأكفأ والأفضل والأجدر والقمين بالخير كله نجاحاً ورزقاً وفرحاً وطمأنينة، وغيرك لا يستحق إلا العدم أو الزوال!

نراك جذلاناً بخراب بيوت الآخرين، وحزيناً لعمارها! وساعياً ومسخراً كل جهدك وطاقتك لعرقلة كل إنجاز، وتمكين كل فشل!

أيها الحاسد:

إنك وبال مقيم بيننا، قال فيك الحكماء إن حسدك يكفي الصين وما يفيض عنها يكفي الهند! وغدوت وباءً يستعصى علاجه حتى لو سُخرت له خزائن الأرض.

معك أيها الحاسد البغيض وبوجودك الشائك وفي أجوائك الملوثة يستحيل مثلاً أن يولد بيننا عبقري مثل بيل غيتس، أي أغنى وأنجح رجل في العالم! حيث ستتمكن منه مبيداتك وسمومك، وستحطمه وتبيده بعد أن تقطع أوصال إبداعاته إرباً!

نستعيذ بالله جميعاً من شرورك المستطيرة، وصدق سبحانه حين أمر نبيّه بالاستعاذة برب "الفلق" من "شر ما خلق"، ومن شر الليل المدلهم الظلمات إذا أقبل "الغاسق إذا وقب"، وشر الساحرات "النفاثات في العقد"، وشرّك أيها "الحاسد إذا حسد"! أفلا تستحي من الله سبحانه إذ ذكرك في كتابه الكريم مذموماً شريراً؟!

ترىٰ، متى ستغادر أرضنا أنت وأوزارك، بعد أن عثت فيها فساداً وتصديعاً، وغدا كل إنجاز بسببك مع أسباب أخرى عثرات متتالية وفشلاً مستتباً؟! متى سترحل أو تتوب وتقلع عن إدمانك التخريب، بعد أن تربّعت على كرسي رئاسة أعداء النجاح دون منازع لعهود متوالية؟!

متى ستشبع من تراكم أرصدتك من الأضرار المنهكة لبلادنا الوادعة المنتظرة للصبح المقبل بالخير لولا أنفاسك الكريهة التي نشرتها عبر أدواتك الفتاكة المغروسة في جميع المواقع والجهات؟!

اللهم في هذه الساعات الفضيلة عجّل بفرجنا من شر حسّاد هذه الأرض الطيبة وأرنا رحيلهم عنا سريعاً.

أخيراً أيها الحاسد:

كرّر قراءة مقالتي أكثر من مرة لعلك تدرك وتخجل مما أنت عليه من عبقرية البؤس والشؤم؟!

لكن هيهات!!