معرفة لغز «المواطن البسيط» هنا أمر ليس بالهين أبداً، نعم نطق جوابه بلسان حالنا سهل جداً، فهو أنا وأنت وهو وهي ونحن، هذا ما يتداوله الوزير والغفير والنواب والنوائب، ولكن هل يقصدون فعلاً ما نفهمه بالقول أم يقصد فعلهم شخصية خيالية ما صنعتها «كويتوود» السياسة هنا؟

الوزراء يذكرون «المواطن البسيط» ويعدون بعدم المساس به، والنواب ينشدون بمقام حاله أشعارا ونثرا بمخيمات الانتخاب وقبب البرلمان وتصريحات الصحافة، كلهم يذرف عليه دموع المانشيتات والتطمينات ثم يقصفون «جيبه» قصفاً مبرحاً بكل ما يملكون من تشريعات وقوانين، لن نمس جيبك يا مواطننا البسيط، ولذلك سنزيد أسعار الوقود لترتفع أسعار استهلاكك، ليتلبسك بعدها شيطان الغلاء وتقوم كما الذي يتخبط برمال ميزانية متحركة ويغرق!

Ad

لن نمس جيبك يا حبيبنا البسيط، ولكن سنرفع أسعار الطاقة، نعم سكنك الخاص بالحفظ والصون وفي أعيننا ولكن كل ما حوله نار تتلظى تنتظر «معاشك» بالخارج لتلتهم كل فلس فيه، فداك تشريعاتنا يا مولانا البسيط، ولكن ستفرض ضرائب لن يدفع دية بضائعها غيرك، فأنت ولي دم وجهك ولا حياء في ظروف المعيشة والعجز المالي!

أصدقكم القول وأنا في طريقي لمعرفة حل اللغز لم أحتج لعقل راموجان ولا دماغ أنشتاين ولا حتى لسان شيشرون وحنجرة ابن ساعدة، «أوريكا...أوريكا»، أو «وجدتها وجدتها» كما قال أرخميدس، فقد وجدت حل هذا اللغز عند «طير بن برمان»، وهذا الطير كما تعلمون دربه صاحبه ليقنص به ما لذّ وطاب، وأخير جاء يحمل حية ليرميها على رأس صاحبه فصارت مثلاً:

«يا طير ابن برمان جبناك حنـا.. يا ناقل الحية على راس راعيه».

نعم مرادف المواطن البسيط هو «بن برمان» وكل من يدافع عنه ويشتري وده بالمانشيتات والوعود الكاذبة و«يصلخه» بالتشريعات والقوانين هو طير بن برمان لا سواه!