ما زالت المنظمات تنادي بحقوق المرأة، والسبب ليس أن المرأة لا تعرف حقوقها، بل باعتقادي أن هذه المنظمات تدعو المرأة لهذه الحقوق للتكسب المادي من ورائها لا أقل ولا أكثر، في حين أن المرأة لو نظرت إلى عمق كنهها لأدركت أن حقوقها كاملة وعلى أتم وجه، إلا أنها لا تنظر إلى لب الحقوق بل تنظر إلى قشورها.

لنفصل أكثر، عندما خلقت أمنا حواء من ضلع أبينا آدم، هنا اكتملت حقوقها لأن الله سبحانه خلق كل شيء في الوجود وسخره لسيدنا آدم، ثم خلقه ثم استخرج أمنا حواء منه، فهي آخر ما وجد في الكون، وانتهت إليه الخليقة، فهي الحبيبة والمحترمة والمصونة والمقدرة والسيدة والآمرة والناهية في بيتها، إلا أنها لا تقدر كل هذه النعم العظيمة، ولا تشكر الله عليها، لذا ترى أن حقوقها ليست كاملة، وليست على أتم وجه، لأنها تنظر إليها كمادة.

Ad

لذا اختارت الخروج للعمل والمهانة وخلع ثوب أنوثتها الحقيقية، فإذا كانت فعلا لا تقدر ذاتها ولا تحيطها بأي عناية ولا توليها أي اهتمام فخروجها للعمل بحد ذاته هو مدعاة لخلل عشها، وما لم تبنه وفق القواعد السليمة فهو مبني على الخوف (المهدد للأمن والاستقرار) وعدم الحب والصراعات من أجل العيش.

في مقامي هذا لا أدعو إلى عدم العمل، فأنا أحيا بالعمل، لكن ليكن العمل نابعا من قواعد مبنية على الحب والتفاهم ومعرفة كنهي الذي هو لب كل شيء، فتعمل من وسط دارها في إيجاد الشغف الخاص بها مع العودة في كل مرة إلى العمق، والسؤال ما كنهي؟ كيف أتعرف على كينونتي التي إذا وجدتها تفعلت لي "كن فيكون" الربانية التي تجعلني أنال كل حقوقي من غير أي تعب ومشقة.

عزيزتي المرأة نحن في أيام جليلة، أيام أقسم الله بلياليها، تفردي مع خالقك في كل ليلة واسأليه بحوار ودي وعلاقة حب وتصاف وتصالح بين العبد وخالقه عن كنهك؟ ووجودك؟ وغايتك؟ ورسالتك؟ ومن تكونين بالفعل؟ حتماً ستجدين السكون والشعور بالقوة لعدم رغبتك في شيء، وكل شيء موجود في داخلك، فقط اسألي الله أن يقودك لحقيقتك السامية واستشعري أهمية السكينة والهدوء والاستقرار الداخلي، وثقي أن هذا كل ما تريدينه بالفعل، ولتكن لك بداية مشرقة مع الليالي العشر في استشعار هذا الكنه!