أكد الرئيس التنفيذي لشركة DHL إكسبرس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نور سليمان، أن الكويت قطعت خطوات كبيرة لتعزيز نشاطها في مجال التجارة الإلكترونية، كما أنها تمتلك آفاقاً واسعة لهذا القطاع. حتى مع التحديات الاقتصادية الأخيرة، تفوق نمو التجارة الإلكترونية B2C على التجزئة التقليدية، ومن المتوقع أن يتسارع أكثر في الأعوام القادمة، مع توقعات بتضاعف المعاملات عبر الإنترنت في المنطقة بحلول عام 2020.

وقال سليمان، في لقاء مع "الجريدة"، إننا نشهد نموا إيجابيا في قطاع B2C، سواء في تجارة التجزئة أو التجارة الإلكترونية، حيث يعتمد كلاهما اعتماداً كبيراً على قطاع الخدمات اللوجستية للنمو.

وأضاف أن نمو التجارة الإلكترونية ازداد نتيجة للدخل المرتفع، ونسبة انتشار الإنترنت بنسبة تزيد على 80 في المئة، علاوة على هيمنة التكنولوجيا التي تدفع بدورها الاقتصاد الرقمي.

Ad

كما يعد قطاع التجزئة أحد أسرع القطاعات نمواً وأحد العوامل الرئيسة للنمو الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي. ويأتي تركيز الكويت على تنمية قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتعزيز النظام البيئي الداعم لتوفير الظروف المثالية للنمو، ليؤكد مكانتها كأحد أكثر الأسواق حيوية.. وإلى نص الحوار...

• ما القطاعات التي تشهد نموا مطرداً لدى DHL بدولة الكويت؟

- تتميز شركة DHL إكسبرس بسرعة توصيلها للبضائع بين الشركات دوليا، وقد انعكست علينا بالإيجاب التطورات الديناميكية الحاصلة على الصعيدين الإقليمي والمحلي في قطاعي التجارة الإلكترونية وأعمال B2C، ولطالما حرصنا على تعزيز وجودنا في قطاع التجارة الإلكترونية، من خلال اتباعنا لنهج يتمحور حول استهداف هذا القطاع، علاوة على توفيرنا خدمة التوصيل حسب الطلب (ODD). وخلال العام الماضي، شهد قطاع التجارة الإلكترونية لدينا نسبة نمو بلغت 27 في المئة بدولة الكويت، وعلى الصعيد الإقليمي شهدنا زيادة قدرها 45 في المئة سنوياً، ونحن حالياً بصدد تطوير منتجات B2C جديدة ليتم تجربتها في الكويت، وذلك بغرض زيادة التركيز على التجارة الإلكترونية، الى جانب دعم قطاع التجزئة.

• ما هي آخر تطورات في مجال التجارة الإلكترونية اللوجستية؟

- نشهد تغيراً في السلوكيات الاستهلاكية على الإنترنت، فقد ازدادت متطلبات المتسوقين عبر الشبكة العنكبوتية، مما أدى الى تأثر طريقة عمل تجار التجزئة العادية والإلكترونية. فهم يتطلعون الى إنجاز الأمور بطريقة أسرع، مع توافر رؤية واضحة، والقدرة على التنبؤ، والعديد من الخيارات، وراحة أكبر بكثير من أي وقت مضى.

ويؤمن المستهلكون بضرورة رفع الموانع عن التجارة الإلكترونية لتصبح بلا حدود مثل الإنترنت، حيث تتوقع المشترية في الكويت أن تتمكن من شراء فستان من تجار التجزئة في أوروبا بالسهولة ذاتها عند شرائها من تجار الإنترنت في بلدها.

ويأتي ذلك كله في سبيل إرضاء الأفراد عبر تلبية طلباتهم في أي مكان وزمان. ويعتبر أكبر تحد لمواصلة الشراء من نفس العلامات التجارية هو مدى مقدرة تجار التجزئة العادية والإلكترونية على تلبية رغبات المتسوقين عبر الإنترنت.

وهنا يأتي دور الخدمات اللوجستية، حيث يتعرف تجار التجزئة على مدى أهمية متابعتهم لمراحل طلبية العميل عن كثب، وذلك في إطار بحثهم عن حلول مبتكرة لمساعدتهم على توصيلها، ويجب على الشركات اللوجستية أن تقدم خدمات من شأنها أن تضيف قيمة عالية لمتاجر التجزئة بتكاليف تنافسية، مما يساعدهم على البقاء في الصدارة وضمان ولاء العملاء.

• ما التحديات التي تعيق نمو التجارة الإلكترونية؟

- لاتزال هناك بعض القطاعات التي تحتاج إلى مزيد من التطوير مثل الإنترنت والألياف البصرية والخدمات الذكية، حيث تسعى الحكومة إلى الاستثمار في تعزيز المشهد التجاري الإلكتروني، مما سيساهم في التغلب على تلك الثغرات.

وتعد "توصيلات الوجهة الأخيرة"، كذلك، أحد أبرز التحديات التي تمثل نسبة 50 في المئة من إجمالي تكاليف الخدمات اللوجستية. ويجب على مقدمي الخدمات اللوجستية العمل بجد للتوصل الى حلول مبتكرة وفعالة من حيث التكلفة، بغرض توصيل الطلبات الى العملاء وإعطائهم حرية الاختيار والسيطرة وجعلها في متناول اليد، حيث ستنعكس تلك الحلول أيضاً بالإيجاب على تجار التجزئة.

وعلى الصعيد الدولي، طرحنا المركبات ذاتية القيادة والطائرات من دون طيار، فضلا عن أنظمة المستودعات الآلية (الروبوتات)، وقد يستغرق وقتاً أطول لبدء العمل بهذه التقنيات في المنطقة، إلا أنها ستساهم بشكل فعال في دعم قطاع التجارية الإلكترونية، نظراً للخيارات العديدة التي تقدمها.

ومن ضمن التحديات الأخرى كذلك، تشجيع نمو التجارة الإلكترونية على الصعيد المحلي.

• هلا أطلعتنا على بعض أهم استثمارات DHL في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2016؟

- في الربع الأخير من عام 2016 افتتحنا منشأة جديدة في مطار الملك عبدالله الدولي في جدة على أرض مساحتها 15 ألف متر مربع بحجم استثمار يبلغ 24.7 مليون دولار، وسيعمل المرفق في جدة لتقديم خدمات شاملة من خدمات التخزين، والخدمات الجوية والبرية، إضافة إلى تخليص جمركي في الموقع ذاته، ومنطقة انتظار السندات.

وعند تشغيل الوحدة بكامل طاقتها سنكون قادرين على معالجة أكثر من 100 ألف شحنة يومياً، وزيادة قدرتنا الكلية في المملكة لأكثر من 50 في المئة.

كما قمنا أخيرا بافتتاح منشأة أخرى في الإسكندرية بقيمة 1.04 مليون دولار، بمساحة 1.300 متر مربع، والتي تعتبر مكتبنا الجديد الذي يقدم خدمات ومساحة للتخزين قادرة على التعامل مع أكثر من 2.500 شحنة في الساعة.

وإضافة إلى ما سبق، تم أخيرا بناء بوابة الدار البيضاء، الى جانب افتتاح مركز للفرز في طنجة (المغرب). وبحلول نهاية العام الحالي سندشن محطة DHL دبي المستحدثة بمبلغ 17 مليون دولار على مساحة 7180 مترا مربعا في مطار دبي الدولي، ومن شأنها أن توفر مساحة واسعة وخدمات للتوزيع البري ومحطة للاستيراد والتصدير، وستكون قادرة على معالجة أكثر من 120 ألف شحنة يومياً.

هناك كثير من الإمكانات في المنطقة، ونسعى لننمو ونعزز من استراتيجية الاستثمار لتقوية روابطنا مع المراكز التجارية الدولية.

• ما هي أحدث تطورات ذراع الطيران الخاص بكم؟

- تمثل الشحنات الجوية أكثر من 90 في المئة من إجمالي شحناتنا، ونسعى دوماً للدخول الى مختلف الأسواق، عبر توسيعنا لطاقتنا الاستيعابية الجوية، كما أضفنا الممرات الآسيوية إلى مساراتنا بغرض زيادة معدل تنقلاتنا من المنطقة وإليها، علاوة على زيادة عدد رحلاتنا أخيرا لتصل الى أكثر من 160 رحلة أسبوعيا عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

أداء «DHL» المالي لعام 2016

على الصعيد العالمي، حققت مجموعة DHL أرباحا قياسية عن السنة المالية لعام 2016، فقد كانت شركة DHL إكسبرس واحدة من أعلى الشركات أداء من حيث الإيرادات والأحجام والأرباح، حيث بلغت عوائد الشركة 14 مليار يورو، مما يعادل زيادة مقدارها 2.7 في المئة. وعلى الرغم من المناخ الاقتصادي المتقلب، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عوائد بقيمة 0.703 مليار يورو في عام 2016، أي بزيادة قدرها 4 في المئة عن عام 2015، ويعزى ذلك بشكل رئيس إلى النمو القوي في شحنات الوقت الدولي المحدد (TDI) إضافة الى تعزيز الشبكة الإقليمية. وبالنسبة إلى دولة الكويت بشكل خاص، أسهمت الشركة بمبلغ 0.032 مليار يورو في إجمالي إيرادات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.