اندلعت موجة غضب من علماء دين في مصر، ضد أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر الشريف أحمد كريمة، عقب تداول صورة له أخيرا، وهو يقبّل يد القيادي الشيعي المصري الطاهر الهاشمي، حيث تعالت الأصوات المطالبة بالتحقيق مع كريمة، وتقديمه اعتذاراً عن هذا الفعل.

الواقعة، التي بسببها يواجه كريمة اتهامات بالتشيع لا تعد الأولى، إذ أوقفته جامعة الأزهر من قبل عن العمل أكثر من مرة، بسبب تصريحاته المثيرة للجدل، التي تخالف منهج الأزهر، وحضوره العديد من اللقاءات مع قيادات شيعية، حيث اتهمه البعض بالتشيع، وهو ما نفاه أكثر من مرة، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات تأتي في إطار محاولاته لإحداث تقارب بين المسلمين في كل بقاع الأرض.

Ad

إلى ذلك، شدد عضو هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر الشريف، محمود مهنا، على أنه لا يجوز لأزهري أن يقبّل يد شيعي، مطالبا كريمة بتقديم اعتذار فوري عن هذا الفعل الذي يمثل إساءة للأزهريين ولمؤسسة الأزهر الشريف، مؤكدا لـ "الجريدة" أن الشرع لا يجيز تقبيل يد أحد سوى الوالدين، والعلماء الصالحين، وأشار إلى أن هذا الشيعي ليس منهم.

من جانبه، استنكر أستاذ الشريعة الإسلامية في كلية دار العلوم، وجيه الشيمي، تقبيل يد قيادي شيعي، معتبرا في تصريحات لـ "الجريدة" أن ما قام به رجل الدين الأزهري يعد اعترافاً صريحاً منه بالمنهج الشيعي الذي نختلف معه، سواء على المستوى العقائدي أو السياسي.

ورداً على هذه الاتهامات، قال د. كريمة إن السلفيين يتعمدون تشويه صورته أمام الرأي العام، بعد الكتب والدراسات التي أنجزها وأسهب من خلالها في نقد السلفية، مبررا هجومهم ضده بعجزهم عن مواجهته فكرياً.

كريمة رفض تقديم اعتذار عن واقعة تقبيل يد القيادي الشيعي، مضيفا في تصريح لـ "الجريدة": "القرآن والسنة أمرا بالتراحم والإخاء والتقارب بين الناس، ونزع الغل والحقد من القلوب تجاه الطوائف المسلمة بمذاهبها كافة"، واعتبر أن السلفيين هم سبب انتشار الإرهاب في العالم بأفكارهم الهدامة التي ساعدت على اتساع رقعة العنف والتطرف.