لم تغيّر الزيارات الوزارية اللبنانية لسورية، وتداعياتها حكومياً وداخلياً من خطط الجيش اللبناني لخوض معركة جرود رأس بعلبك والقاع ضد تنظيم «داعش»، فأعلن فجر أمس، على لسان قائده العماد جوزيف عون عبر حساب مديرية التوجيه على «تويتر» انطلاق عملية «فجر الجرود»، قائلاً: «باسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم أطلق عملية فجر الجرود».

وسجل الجيش، صباح أمس، تقدماً على أكثر من محور في تلال القاع ورأس بعلبك بعد تغطية كثيفة براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة. وكان قصف التلال بدأ منذ الواحدة والنصف فجر أمس، وكان دوي الانفجارات العنيفة يسمع في منطقتي تلال القاع ورأس بعلبك بشكل متواصل.

Ad

وبدأت الآليات العسكرية بالتحرك من منطقة القاع إلى رأس بعلبك «ومنها آليات نقل جند ومدرعات، دبابات من سرية الدعم التابعة لفوج المجوقل والقوات الخاصة». وتضاف هذه التعزيزات إلى سرايا أخرى كما انتشر عناصر الجيش في مواقعهم في التلال المقابلة لمواقع «داعش».

وتزامناً مع انطلاق عملية «فجر الجرود»، أعلن «حزب الله» والجيش السوري، أمس، انطلاق عملية «وإن عدتم عدنا» في القلمون الغربي.

قيادة الجيش

وعقد مدير التوجيه في الجيش اللبناني العميد علي قانصوه، أمس، مؤتمراً صحافياً شرح فيه تطورات عملية «فجر الجرود»، وقال: «مهمة الجيش مهاجمة ارهابيي داعش في جرود رأس بعلبك والقاع، ليدمرهم لاستعادة الأرض».

وأضاف: «قسم إرهابيو داعش المنطقة إلى ولاية الشام قاطع القلمون الغربي، الوحدات الإرهابية هي تحت الحصار منذ أكثر من عام، وأسلحتهم عبارة عن مجموعات معززة بآليات ودراجات نارية، لديهم أسلحة مضادة للدروع، قناصات، طائرات دون طيار، آليات دفع خفيفة، مدفع مضاد للطائرات وهناك غرف داخل الكهوف والمغاور والقتال معهم ليس عادياً هم حوالي 600 إرهابي يتوزعون على 3 مجموعات. نقاط الضعف عدم توفر تغطية جوية ودبابات أو اليات مدرعة. نقاط القوة يهاجمون القوى بواسطة الدراجات المفخخة لديهم خبرة عالية بعمليات القنص حيث إن طبيعة الارض تساعدهم على ذلك».

طرد بلا تنسيق

وأوضح قانصوه، أن «لا تنسيق مع حزب الله والجيش السوري، وتضييق الطوق على داعش لم يبدأ منذ اليوم بل منذ أسبوعين»، وقال: «نحن سنربح المعركة والقضاء على داعش هدفنا ومصير العسكريين المخطوفين أولوية لدينا». واعتبر أن «الجيش يخوض أصعب معاركه ضد الجماعات الارهابية»، مضيفاً أن «هناك خلايا نائمة ومديرية المخابرات تعمل على إنهاء هذه الحالات».

في السياق، أكّد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري «أننا نواكب بكل أشكال الدعم والتأييد عملية فجر الجرود لطرد فلول الإرهاب من الأراضي اللبنانية». وقال عبر حسابه الخاص على موقع «تويتر» أمس: «نتوجه بالتحية إلى قيادة الجيش وإلى الضباط والجنود البواسل الذين يخوضون معركة الدفاع عن سلامة لبنان وأبنائه».

التحرير الفعلي

إلى ذلك، حيا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «قائد الجيش والجيش ضباطاً وأفراداً مع انطلاق المعركة». وقال عبر حسابه الخاص على «تويتر» أمس: «اليوم بدأ التحرير الفعلي كلنا خلف الجيش، معادلتنا الذهبية شعب دولة جيش».

وعلّق رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل على المعركة ، قائلاً: «قلبنا يكبر عندما نرى جيشنا يقوم بدوره بالكامل ويظهر قوّته وقدراته العالية، وبعد المشاهد التي رأيناه بين الأمس واليوم والأيام الماضية»، فإن «ثقتنا به يجب أن تكون مطلقة وأننا لسنا بحاجة لأحد للدفاع عنّا إلا للجيش، واليوم كلّ لبنان بكل طوائفه وانتماءاته السياسية إلى جانبه في هذه المعركة».

وشدد الجميل على أن «الجيش يؤكد للمشككين أنه قادر على حسم معارك أكبر من تلك التي تحصل في الجرود اليوم، ومن المعركة التي حصلت قبلها في عرسال».

وأكّد أن «لا وجود لمعارضة أو موالاة عندما يكون الجيش موجوداً لأنه موضوع وطني له علاقة بكرامة كل مواطن لبناني»، مضيفاً: «بالنسبة لنا هذا هو المشهد الذي نطمح له والذي يلبي طموحاتنا، عندما نرى جيشنا يتحمل مسؤولياته بشكل كامل من خلال مستوى عالٍ بالعتاد والتدريب والعمليات النوعية، إضافة الى وجود ضباط يخططون بشكل ممتاز، ونتمنى أن تنتهي هذه المعركة بأسرع وقت ممكن كي لا ندخل بعملية استنزاف».

عين الحلوة

تزامناً، ارتفعت حدة الاشتباكات، أمس، في حي الطيرة داخل مخيم عين الحلوة. وأشارت قناة «الميادين» إلى «حدوث اشتباكات عنيفة بين حركة فتح من جهة وعناصر متشددة من جهة أخرى».

وكانت القوى الأمنية في صيدا أقفلت أوتستراد صيدا- الجنوب من جهة الحسبة خوفاً من تردي الأوضاع في المخيم.