يستعمل ستيفن سودربيرغ في Logan Lucky أقصى درجات المرح والتسلية وسط أجواء السرقة ومشاهد الهرب المشوقة، ويقدم فيه تشانينغ تاتوم كبطل. لما كانت مهارات الأخير الجسدية مصدر الإلهام الأساسي في Magic Mike، فمن اللافت أن يُثقِل سودربيرغ شخصية جيمي لوغان في الفيلم بإصابة في الركبة للقضاء على أحلامه بالانضمام إلى الرابطة الوطنية لكرة القدم، ولمنعه من الحصول على الوظيفة التي يريدها.

يعرج تاتوم طوال Logan Lucky ويجسّد دور شخص أخرق وساحر في آن، ويستعمل مهارته الكوميدية لتقوية هذا العمل الخفيف الذي يجمع بين الجريمة والكوميديا.

Ad

قصة الشقيقين

شقيق جيمي، كلايد (آدم درايفر)، مصاب بإعاقة جسدية أيضاً ويضع يداً اصطناعية. إنه محارب قديم شارك في حرب العراق ويعمل راهناً في حانة حيث يخلط المشروبات بيد واحدة. تدفع الانتكاسات التي عاشها الشقيقان في حياتهما بشقيقتهما ميلي (رايلي كيو) إلى التساؤل عن إصابتهما بـ«لعنة لوغان»، لكنهما لا يهتمان بهذه الفكرة. ربما لا يكونان من أذكى الناس لكنهما يتمتعان بأعلى درجات التصميم وقوة الإرادة. تبدو هذه الملاحظة مفاجئة لكن يشكّل تاتوم ودرايفر ثنائياً مثالياً على الشاشة.

في مرحلة معينة، تذكر إحدى الشخصيات فيلم Ocean’s 11، علماً بأنه كان ليتحوّل إلى شعار مثالي لهذا الفيلم. يتمحور العمل حول الطبقة العاملة والحاجة إلى السرقة لكنه يفتقر إلى السحر الذي طغى على فيلم Sin City «مدينة الخطيئة» ويركز على شخصيات حقيقية ولو أنها تبدو مبالغاً فيها أحياناً.

في الفيلم لا يستهدف السارقون الكازينوهات بل أكبر عرض في المدينة: سباق ناسكار. بعد تسريح جيمي من عمله في ورشة بناء بسبب إعاقته المرتبطة بالإصابة في ركبته، لا يرغب هذا الرجل إلا في جمع ما يكفي من المال كي يبقى قريباً من ابنته الشجاعة والحنونة سادي (فرح ماكنزي).

يستعين الشقيقان بالسجين جو بانغ البارع في تصنيع المتفجرات اليدوية لتعزيز خطتهما بسرقة قبو مليء بالأموال النقدية تحت مسار السباق. يعلن المقتطف الدعائي صراحةً مشاركة دانيال كريغ بدور جو، ويبدو أداؤه المختلف أبعد ما يكون عن أفلام جيمس بوند.

السيناريو

ذُكِر أن السيناريو من كتابة «ريبيكا بلانت»، وهي كاتبة غير موجودة على ما يبدو. يفترض البعض أن زوجة سودربيرغ، مقدمة برنامج E! السابقة والروائية جولز أسنر هي من كتبته، أو ربما سودربيرغ شخصياً، فهو لم يتردد يوماً في استعمال اسم مستعار. في مطلق الأحوال من الواضح أن القصة تحمل بصمته، ولا شك في أنها اشتقت من عقله أو من أوساطه الداخلية.

في الأفلام التي تتمحور حول السرقة، يركز سودربيرغ على أنظمة المواقع، مثل آلات روب غولدبيرغ والمعادلات الرياضية التي تسمح بتسهيل الأحداث. لا يختلف Logan Lucky عن هذه الأجواء ويركز على الخطط الحذرة والذكية وطرائق تنفيذها، ولا يخلو من حِيَل حذقة ويتضمّن كشفاً صادماً للخطة السرية أيضاً. بدوره، لا ينحصر السيناريو ضمن هذه الخطة لكنه يخسر جزءاً من زخمه للأسف في ذروة الأحداث.

شخصيات هامشية

يبدو بعض الشخصيات الهامشية منفصلاً عن القصة المحورية، مثل بائع مشروبات الطاقة المزعج الذي يؤدي دوره سيث ماكفارلن ويستعمل فيه لكنة غريبة، ومحققة في مكتب التحقيقات الفدرالي تؤدي دورها هيلاري سوانك. لكن رغم الثغرات، يبقى Logan Lucky حماسياً وممتعاً لدرجة يصعب علينا ألا ننجرف وراء هذه المجموعة من الشخصيات الغريبة.