كشفت تقارير، أمس، نقلاً عن مصادر بحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تفاصيل نشر لواء عسكري سعودي بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن.

وقالت المصادر، إن اللواء السعودي الذي بدأ الانتشار في عدن يطلق عليه "لواء المغاوير" ويضم نخبة مقاتلة من الجيش السعودي ولم يصل كاملاً حتى اللحظة.

Ad

وأوضحت أنه ستتم التهيئة من قبل القوات السعودية لعودة الرئيس هادي، الذي يتخذ من الرياض مقراً له، عودة نهائية إلى عدن حيث سيباشر عمله من قصر الرئاسة بحي التواهي بدلاً عن قطر معاشيق.

وأشارت إلى أن القوات السعودية ستتولى حماية قصري معاشيق والتواهي ومطار وميناء عدن وميناء الزيت وغيرها من الموانئ بالمحافظات اليمنية بالتعاون مع قوات من خفر السواحل بقيادة العميد ركن خالد القملي.

وأفادت بأن قوة تابعة للحكومة اليمنية تتلقى تدريباً في المملكة حالياً ستقوم بمساعدة القوات السعودية في تأدية مهامها.

وأضافت أن فريقاً بريطانياً أنهى زيارة لعدن الأربعاء الماضي سيتولى مهام تنسيق عمل القوات البحرية اليمنية السعودية.

وستنتشر قوات من خفر السواحل اليمنية على طول الساحل الممتد من المخا إلى المكلا وفق التفاهمات الأخيرة بين الجانب اليمني والسعودي.

تأهيل موانئ

في موازاة ذلك، تعهدت السعودية بتركيب أربع رافعات في ثلاثة موانئ في اليمن لتعزيز توصيل المساعدات الإنسانية. وأكدت الرياض أنها مستعدة للمساعدة في تثبيت رافعات في ميناء الحديدة الرئيسي الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين فور تسليمه لطرف محايد.

وقالت البعثة السعودية لدى الأمم المتحدة في بيان إنها ستركب الرافعات في موانئ عدن والمكلا والمخا وجميعها تخضع لسيطرة التحالف.

وشدد التحالف على أنه عازم على مساعدة الحكومة اليمنية على استعادة السيطرة على كل مناطق البلاد من يد المتمردين الحوثيين بما يشمل ميناء الحديدة، وإنه سيؤمن مسارات دخول بديلة لإمدادات الغذاء والدواء الضرورية.

وتعمل الأمم المتحدة على تجنب وقوع هجمات على ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر وهو نقطة دخول حيوية لإيصال المساعدات لملايين اليمنيين، الذين يواجهون خطر الانزلاق إلى مجاعة. ويستقبل ميناء الحديدة نحو 80 في المئة من واردات الغذاء إلى اليمن.

لقاء المغرب

في غضون ذلك، التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي وصل، مساء أمس الأول، إلى طنجة المغربية، العاهل السعودي الملك سلمان الذي يقضي إجازته السنوية منذ حوالي شهر هناك.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، إن زيارة هادي للمغرب، تندرج في إطار لقاء مقرر مع العاهل السعودي لمناقشة آخر التطورات ومستجدات الأوضاع في اليمن.

وكان في استقبال هادي في مطار ابن بطوطة الدولي، نائب رئيس الاستخبارات العامة السعودية اللواء أحمد عسيري، وسفير اليمن لدي المغرب، عز الدين الأصبحي وأعضاء السفارة.

إلى ذلك، استهدف تفجير وقع فجر أمس، منزل الرئيس اليمني، وقالت مصادر محلية إن "مجهولين زرعوا عبوة ناسفة بمحيط منزل هادي في قرية مأرابة، بمديرية الوضيع، في محافظة أبين ثم قاموا بتفجيرها ولم تسجل أي إصابات بشرية".

جلسة استثنائية

وعقد مجلس الأمن أمس، جلسة استثنائية مغلقة استمع فيها إلى إفادة المبعوث الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حول جولته الأخيرة في الشرق الأوسط، كما قدم وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، تقريراً أمام أعضاء المجلس حول التطورات الإنسانية في اليمن.

واقترح المبعوث الأممي خلال إفادته أنه «لضمان استمرار ميناء الحديدة، يجب العمل به عبر إشراف لجنة أممية».

وكان منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، أصدر بياناً حول تقلّص مساحة العمل الإنساني، حيث أعرب عن قلقه حيال تدهور الأوضاع المستمرة، متهماً بشكل ضمني الحوثيين بنهب المساعدات وعرقلة وصولها للمحتاجين.

خلاف انقلابي

في المقابل، ارتفعت حدة التوتر بين طرفي الانقلاب، الميليشيات الحوثية وحزب "المؤتمر" جناح الرئيس السابق علي صالح، بعدما دعا القيادي بجماعة "أنصار الله" محمد الحوثي، مساء أمس الأول، إلى احتشاد أنصار جماعته عند مداخل أمانة العاصمة صنعاء بالتزامن مع فعالية مقررة في نفس التوقيت لحزب الرئيس السابق 24 أغسطس الحالي.

ورأى مراقبون أن الدعوة تشير إلى إمكانية دخول اليمن في حرب داخلية جديدة طرفاها تحالف الانقلاب على حكومة هادي، الحوثي وصالح، رغم محاولة الرئيس السابق تجاوز الخلافات ومهاجمة من "يسعون للفتنة بين المؤتمر وأنصار الله".

انتهاكات الأطفال

في السياق، أظهرت مسودة تقرير أعدّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وجود "مستوى عالٍ" من الانتهاكات ضد الأطفال في بلدان عدّة عام 2016، محملةً التحالف العربي والميليشيات المتمردة مسؤولية تجاوزات في اليمن.

وأضافت الوثيقة أنه رغم اتخاذ التحالف إجراءات عام 2016 من أجل الحد من انعكاسات النزاع على الأطفال، إلا أن "الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال واصلت الارتفاع بشكل غير مقبول".