وصف «الحرس الثوري» الإيراني توجه إقليم كردستان العراق إلى إجراء استفتاء بشأن الاستقلال بـ«مؤامرة أميركية صهيونية»، معرباً عن خشيته أن يفضي ذلك الاستقلال إلى حرب أهلية في العراق تمتد إلى إيران وتركيا.

واتهم مساعد قائد الحرس، القائد السابق لـ«الباسيج»، العميد محمد رضا نقدي، الولايات المتحدة وإسرائيل بتدبير مؤامرة عبر هذا الاستفتاء، مضيفاً أن «محاولات الأميركيين والصهاينة لإشعال فتنة طائفية في المنطقة باءت بالفشل، وبعد تقدم العراقيين والسوريين في مواجهة الإرهابيين أعلنوا هذا المشروع».

Ad

وشدد نقدي، في كلمته بمناسبة ذكرى تحرير مدينة باوه الكردية بكردستان إيران، على أن طهران ستتحرك بكل طاقتها من أجل منع الانفصال الكردي.

في غضون ذلك، أكد رئيس هيئة الأركان الإيرانية، العميد محمد باقري، الذي يجري مباحثات غير مسبوقة في أنقرة أمس، أن «إجراء الاستفتاء يعني بداية توترات جديدة قد تؤثر سلباً على الدول المجاورة، ولهذا ترفضه إيران وتركيا»، مشيراً إلى أنه توصل لاتفاق مع أنقرة على التعاون في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية، و«محاربة الإرهاب»، وأمن الحدود، وإقامة تدريب مشترك.

وفي موازاة تلك التصريحات، التي تعكس المخاوف الإيرانية، أكدت مصادر مرافقة لباقري أن مباحثاته مع القادة الأتراك، لاسيما الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي التقاه أمس، تمحورت حول مشروع استفتاء كردستان العراق، وما يمكن أن يشكله من تهديد أمني وعسكري ضد البلدين.

وأضافت المصادر أن الأتراك عرضوا على الإيرانيين خطة لمحاصرة هذا الإقليم، وإغلاق حدوده ومنافذه البرية والجوية، من قبل إيران وتركيا، إذا لم يتراجع رئيس الإقليم مسعود البارزاني عن إجراء ذلك الاستفتاء، الذي ترفضه بغداد، في 25 سبتمبر المقبل.

وأوضحت أن الأتراك أخبروا الإيرانيين أنهم أبلغوا قيادة الإقليم بأنهم سيوقفون استيراد البترول منه إذا أعلن الاستقلال، وستسرع أنقرة بناء جدارها الحدودي مع كردستان العراق، لمنع انتقال مقاتلي «حزب العمال» إلى الداخل التركي، ونصحوا الإيرانيين بعمل مشابه عند حدودهم معه. وأفادت المصادر بأن باقري أكد للمسؤولين الأتراك أنه مقتنع بأن القيادة الكردية ستتراجع عن الاستفتاء، الذي تستغله كورقة ضغط على الحكومة المركزية ببغداد، في اللحظات الأخيرة، مبينة، نقلاً عن باقري، أن أكراد العراق يعلمون أن الرد الإيراني عليهم لن يكون أقل صرامة من «التركي».

في سياق آخر، كشف المتحدث باسم «الحرس الثوري»، اللواء رمضان شريف، أن الحرس يجهز لعملية كبيرة ضد «داعش»، انتقاماً منه لقتله بعض الأسرى الإيرانيين، وأبرزهم محسن حججي، الذي قطع رأسه، ونشرت أفلام وصور لعملية ذبحه.