كم نود في زماننا هذا أن يمر يوم لا يسوؤه خبر شخصي. وأن نكتفي بما هو عليه واقعنا. عبدالحسين عبدالرضا الرجل الجميل.

رحل رجل الابتسامة من الشفة ومن القلب يوزعها في حياته العادية دون تكلف أو افتعال نجومية، بقدر ما يبثها على شفاه الناس وهو على خشبة المسرح.

Ad

هو جزء من عمر طويل بدأ أوائل ستينيات القرن الماضي ولم يتوقف. كان زكي طليمات الذي جمع حوله عبدالحسين وسعد الفرج وخالد النفيسي وآخرين شكلوا نواة المسرح العربي رسمياً، قبل أن يتحول إلى جمعية نفع عام ليكون رائداً ورديفاً لبقية المسارح، وليقدم نجوماً من الأبرز والأهم في الفن العربي الكويتي، وربما كان عبدالحسين أبرزهم عربياً بعد مسرحيته "باي باي لندن" التي وقفت إلى جانب أبرز عروض الكوميديا في الوطن العربي، لكن مسرحيات كثيرة وأعمالا فنية سبقتها، لها حضورها المحلي والخليجي الذي لا يمكن تخطيه.

عبدالحسين قريب ممن يعرفه، متواضع، خلوق، يستمع ويتفهم، يسأل ويتقبل منذ مطلع شبابه. وتكفي الإشارة إلى أنه حذف مشهدا كاملا من مسرحية "باي باي لندن" دون تردد، عندما تفهّم الاقتراح. وهذه صفات لا يمكن إلا أن تلاحظ في الجيل المؤسس للمسرح الحديث في الكويت.

قبل عامين كان لنا آخر لقاء، وبدا كأننا لم نفترق. كان مهرجان الفجيرة للمونودراما يكرمه. تذكرنا كثيرا من أيام المسرح الأولى وقت تلمّس الطريق، تذكر الصديق عبدالعزيز السريع أن عبدالحسين اختير كأفضل ممثل وصقر الرشود كأفضل مخرج.

أوائل سبعينيات القرن الماضي في استفتاء أجريته شخصيا في جريدة الوطن كنت نسيته ونوها به. كنت جزءا يوميا من "باي باي لندن" التي أكمل الرحيل ثلاثيها المسرحي، نبيل بدران مؤلفا والمنصف السويسي مخرجا وعبدالحسين عبدالرضا ممثلا. ومن قبل رحل غانم الصالح ورحلت مريم الغضبان. الفن الجميل ككل جميل من بلادنا كلها يرحل.

عليك الرحمة يا صديقي عبدالحسين عبدالرضا يا أبا عدنان.