ثمة مبدأ منطقي وأخلاقي وقانوني وشرعي سهل ممتنع لا لبس فيه يحكم الولاء للوطن عند البشر، وهو "عدو وطني عدوي"، فلا يتخيل الإنسان السوي والمستقيمة فطرته خلاف ذلك، وكان من الطبيعي توافق غريزة الإنسان في حب الأوطان بحميته في معاداة أعدائه.

مرت على الكويت عهود مختلفة من مواجهة الإرهاب بمختلف توجهاته الإقليمية والدولية، وبدأت في السبعينيات مرحلة كانت فيها الكويت أحياناً محطة للتصفيات السياسية بين القوى الخارجية المختلفة من الأحزاب العربية المتصارعة، ثم طرأ تحول خطير في الثمانينيات عند بداية الحرب العراقية الإيرانية فأصبحت الكويت هدفاً للإرهاب الغادر من المجموعات الموالية غالباً للنظام الإيراني، فدخل علينا الإرهاب الوحشي الذي طال أراضي الكويت ومؤسساتها كتفجيرات النفط والمقاهي الشعبية والسفارات وخطف الطائرات، واستهدف الأبرياء من شعبها ومقيميها حتى وصل الغدر لرأس الدولة الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، في محاولة اغتياله الآثمة.

Ad

وأما التسعينيات وبعد الغزو العراقي فظهرت نوعية مختلفة من الإرهاب، منها محاولات النظام العراقي السابق بإثارة القلاقل داخل الكويت ببعض الأعمال العشوائية، وإن كان أخطرها محاولة اغتيال الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش عند زيارته للكويت، ثم مع بداية الألفية الجديدة أصابتنا نار إرهاب التطرف وأتباع فكر الخروج والتشدد، ووقعت حوادث إرهابية متوالية كان أبشعها المجموعة المسماة أسود الجزيرة، وبعض أتباعها.

ومؤخراً اكتوت الكويت بإرهاب "داعش" بكارثة تفجير مسجد الصادق، هذه الجماعة التي تسلطت على الإسلام والمسلمين، ونشأت في ظروف غامضة لا يمكن استبعاد دور بعض الدول الإقليمية والغربية في رعايتها ودعمها، وأخيراً عاد لنا الإرهاب الإيراني بالقبض على أكثر من خلية تجسس ومجموعة إرهاب محلية ذات صلة مباشرة بدبلوماسيين إيرانيين والحزب اللبناني الذي تدعمه إيران معنوياً ومادياً، وآخرها ما يسمى خلية العبدلي.

عقود من الزمن والكويت المسالمة بشعبها وحكامها تواجه أشكال الإرهاب الخبيث والموجه إلى قلبها وبقائها وكيانها، وكان سلاح الكويتيين الأبرز في صراعهم مع الإرهاب بعد حفظ الله تعالى هو توحد كلمتهم، وصلابة صفوفهم، إلا أن ما يثير التساؤل والريبة ويبرز بصورة كريهة وخطيرة أن هذا التوحد يخترق وينشق إذا ما كان وراء الإرهاب إيران أو أحزابها.

يا ترى ما أخطر من أن يجد العدو من يدافع عنه، ويتبنى مواقفه ويرفع رايته وسط ضلوع الوطن وأجنابه؟!

وللحديث بقية والله الموفق.