يقول المخرج سعد هنداوي إنه استقال من إدارة «سينما الغد» لأسباب عدة كان آخرها ضمّ المسابقة إلى إدارة مهرجان القاهرة، ما يجور على استقلاليتها ويفسدها، ويسيء إلى سمعة المهرجان المعروف باستقلاليته، خصوصاً أنه أعلن سابقاً خلال حضوره مهرجان «كليرمونت فيراند» تفاصيل الدورة الجديدة من المسابقة ووزع الملصقات الخاصة بها ومواعيد تسليم الأفلام والتفاصيل كافة. لكنه فؤجئ، كما يوضح، بأن إدارة المهرجان غيرت الاتفاق وضمّت كل ما يخص المسابقة إلى موقع المهرجان، وعدّلت تواريخ تسليم الأفلام رغم أن موقع المسابقة يرتاده الآلاف حول العالم وكانوا بدأوا في التسجيل فعلاً.

أكبر مشكلة دفعت هنداوي إلى الاستقالة، كما يشير، تأخّر تسليم جوائز الدورة الماضية التي تقدر بـ50 ألف جنيه، 30 ألفاً منها للفيلم الفائز و20 ألفاً جائزة لجنة التحكيم، ما يهدِّد مصداقية المهرجان وسمعته بل وسمعة مصر التي يقام باسمها المهرجان، وهو يلفت إلى أن «الفائزين بالجوائز وهما المخرجان الكوري والكولومبي يرسلان دائماً عشرات الرسائل البريدية مطالبين بمستحقاتهما المادية، وأنهما أرسلا الرسائل ذاتها إلى سفارتين المصري في بلديهما، ما يعد فضيحة كبرى لنا»، موضحاً أنه قابل المخرج الكولومبي في أحد المهرجانات وأقنعه بأن الموضوع ليس أكثر من روتين، وأنه سيحصل على جائزته بلا شك، ولكن عدم تحقيق ذلك يهدِّد سمعة مدير المهرجان الفني.

Ad

ويؤكِّد هنداوي أن مشكلة الجوائز بدأت بعد انسحاب وزارة الشباب والرياضة من دعم المسابقة في الدورة الماضية، على عكس ما أُعلن في مؤتمر صحافي سبق انطلاقها، و«بعد الانسحاب أكد لي حسن خلاف، أحد المسؤولين حينذاك في وزارة الثقافة المصرية، أن الأخيرة ستتولى الأمور كافة ووضعت موازنة بناء على طلبه، وبعد رحيل خلاف تواصلت مع د. خالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة للسينما، الذي وعد بإيجاد حلول، ولكن من دون جدوى».

ويوضح هنداوي ألا مشكلة لديه مع رئيسة المهرجان

د. ماجدة واصف، مؤكداً أنه يكن لها كل الاحترام، بشرط أن يكون الاحترام متبادلاً كشرط لاستمراره، وأن وزارة الثقافة مسؤولة عن سداد قيمة الجوائز، متمنياً في النهاية النجاح للمهرجان لأنه أولاً وأخيراً مهرجان مصري.

تضخيم

أعربت د. ماجدة واصف عن اندهاشها من «تضخيم الأمر»، مؤكدة أن ما يربطها بـ «سينما الغد» التزام المهرجان بتحمّل تكاليف ضيوف المسابقة الـ25 مخرجاً، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء من لجنة التحكيم بمجموع 28 تحديداً، بما يخصّ تكاليف السفر والإقامة وشحن الأفلام والتخليص الجمركي، وتكاليف تنظيم المسابقة.

وتشير إلى أن المهرجان لم يلتزم بأية جوائز مالية، من ثم لا يجب أن يُسأل عنها، مؤكدة أن تكاليف «سينما الغد» أكبر بكثير من البرامج الأخرى الموازية التي تقام على هامش المهرجان، وأنه كان بإمكان هنداوي أن يسدِّد قيمة الجوائز من المبالغ التي حصل عليها، لا سيما أن الوزارة قدّمت له الدعم كله.

وتختم رئيسة مهرجان القاهرة كلامها قائلة: «كان من المفترض أن يدير هنداوي الدورة المقبلة واتفقنا معه على ذلك، لكنه انسحب في وقت صعب. لذا قررت إدارة المهرجان إسناد مهمة إدارة المسابقة إلى الناقد محمد عاطف لما له من خبرة في إدارة المهرجانات كمهرجان الإسماعيلية للأفلام القصيرة والتسجيلية ومهرجان الأقصر».